** هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النعال **

في تاريخ :  03 مارس 2019

** هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النعال **

تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال/ أ. إبراهيم باشا .

نقلًا عن/ مسير الظفيري .

أولاً: عن قتادة – رضي الله عنه – قال : قلت لأنس بن مالك – رضي الله عنه – : كيف كان نعل رسـول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لهما قبالان .[1]

 

قال ابن حجر الهيتمي – رحمه الله – : قبالان بتثنية القبال بالكسر، وهو زمام النعل – أي السير الذي بين الأصبعين الوسطى والتي تليها – ، وذكر بعضهم أنه كان يضع أحد الزمامين بين الإبهام والتي تليها ، ويجمعها إلى السير الذي بظهر قدمه ، وهو الشراك .[2]

ثانياً : عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : كان لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبالان مثني شراكهما .[3]

قال ابن حجر الهيتمي : وهو أحد سيور النعل يكون على وجهها .[4]

ثالثاً : عن عيسى بن طهمان قال : أخرج إلينا أنس بن مالك – رضي الله عنه – نعلين جرداوين لهما قبالان ، قال : فحدثني ثابت بعد عن أنس : أنهما كانتا نعلي النبي صلى الله عليه وسلم .[5]

قال ابن حجر الهيتمي – رحمه الله – : جرداوين أي لا شعر فيهما.

رابعًا : عن عبيد بن جريج أنه قال لابن عمر- رضي الله عنه – : رأيتك تلبس النعال السِّبْتَيَّةِ ، قال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ، ويتوضأ فيها ، فأنا أحب أن ألبسهما .[6] السِّبْتَيَّةِ : أي التي لا شعر عليها ، نسبة للسِّبْتِ – بكسر السين – وهو جلود البقر المدبوغة، لأن شعرها سُبِتَ وشُفِطَ عنها بالدباغ .[7]

خامسًا : عن عمرو بن حريث – رضي الله عنه – قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين[8].

 

قال الهيتمي – رحمه الله – : أي يضع طاقاً فوق طاق ، فيستفاد أن لكل واحدة من نعليه طاقين أو أكثر .[9]

وفسرت المخصوفتان : المخروزتان ، أو المرقعتان.[10]

سادسًا : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” لا يمشين أحدكم في نعل واحدة لينعلهما جميعاً أو ليحفهما جميعاً “[11].

 

وعن جابر – رضي الله عنه – : أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يأكل – يعني – الرجل بشماله ، أو يمشي في نعل واحدة .[12]،

 

والحكمة في هذا النهي أنه تشبه بالشيطان ؛ فقد صح في بعض طرق الحديث : ” إن الشيطان يمشي في النعل الواحدة “[13].

 

سابعًا : عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” إذا انتعل أحدكم ؛ فليبدأ باليمين ، وإذا انتزع فليبدأ بالشمال ؛ لتكن اليمنى أولهما تُنْعَلُ ، وآخرهما تنزع “[14].

 

وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع ، في ترجله ، وتنعله ، وطهوره .[15]

قال ابن حجر الهيتمي – رحمه الله – : من باب التكريم ، ومنه ما قصد به زينة ، أو نظافة من غير مباشرة مستقذر ، وكل ما كان كذلك يبدأ فيه باليمين ، وخلعه بضد ذلك ، وكل ما هو كذلك يبدأ فيه باليسار ، كالخروج من المسجد ، ودخول الخلاء ، والسوق ، والاستنجاء، وتناول الأحجار له ، ومس الذكر ، والامتخاط ، وتعاطي المستقذر ونحوه ، نحو الثوب والخف والسراويل ، كالنعل فيما ذكر ، ومن زعم أن تقديم اليمين إنما هو لكونه أقوى من اليسار ؛ فقد أخرج الأمر إلى أنه إرشادي لا شرعي ، وهو باطل مخالف للسنة ، وكلام الأئمة .[16]

ثامنًا : قال صلى الله عليه وسلم :” إذا انقطع شسع أحدكم ؛ فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها “.[17]

تاسعًا : ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه.[18]،

 

وفي سنن أبي داود عن شداد بن أوس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ، ولا خفافهم “.[19]

تنبيه : وذلك في غير المكان المفروش.

عاشرًا : عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل الرجل وهو قائم .[20]
قال الهيتمي – رحمه الله – : يكره التنعل قائماً ؛ لخبر فيه قيل ، وهو محمول على نعل محتاج في لبسها إلى إعانة اليد ، لا مطلقا ً”[21].

————————————-

[1] الترمذي وأبو داود ومسلم وصححه الألباني في مختصر الشمائل.
[2] أشرف الوسائل 138.
[3] ابن ماجه وصححه الألباني.
[4] أشرف الوسائل 139.
[5] البخاري في فرص الخمس 3107.
[6] البخاري.
[7] مختصر الشمائل ص 54.
[8] أحمد في مسنده وإسناده ضعيف وهو صحيح لغيره.
[9] أشرف الوسائل ص 141.
[10] مختصر الشمائل ص 55.
[11] البخاري ومسلم.
[12] مسلم.
[13] مختصر الشمائل ص 55.
[14] البخاري رقم : 5856 ، ومسلم رقم : 5462 ، واللفظ للبخاري .
[15] البخاري ومسلم.
[16] أشرف الوسائل ص 144.
[17] مسلم.
[18] البخاري 386 ومسلم 555.
[19] 652.
[20] صحيح الترمذي 1453.
[21] أشرف الوسائل ص 143.