** وقفات على أعتاب شهر النفحات **

في تاريخ :  13 مايو 2018

** وقفات على أعتاب شهر النفحات **

 
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال/ أ. إبراهيم باشا .

 
نقلًا عن/ محمود بن إبراهيم بن محمود الصباغ.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :ـ
ها هي الأيام والليالي تمر والسنون تتعاقب ومواسم الطاعات تتوالى موسمًا تلو الآخر ؛ لتكون محجة للطائعين وحسرة وندامة على العاصين.

 

ها هو الشهر قرب على الدخول وما هي إلا أيام وموسم النفحات وسوق الخيرات يهل علينا .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن من منا استعد لرمضان ؟

مَن منا وضع خطة لرمضان ؟

 

وإني لأجد في نفسي حرجًا عندما أكتب عن الاستعداد لرمضان قبيل دخول الشهر وإلا فمن الأجدر بنا والأولى أن تكون استعداداتنا قبله بشهور كما كان استعداد الصحابة رضوان الله عليهم.

 

إذا كان أهل الأفلام والمسلسلات أعلنوا عن استعداداتهم قبله بشهور فما استعدادك أنت ؟

وإذا كانوا هم وضعوا الخطط له قبله بشهور فما خطتك أنت ؟

وإن القلب ليعتصر ألمًا عندما يرى أمة ميز الله لها هذا الشهر في القرآن بالقرآن والعبادة ويميزه أفرادها بالأفلام والمسلسلات !!!

والشهر المبارك برئ من أن ينسب إليه هذا أو ذاك وإلى الله المشتكى.

وجرت العادة أن يميز الشيء بأفضل ما فيه فما بالك إن كان الله هو الذي ميزه وميزه بالصيام والقرآن .. ثم نميزه نحن بالأفلام والمسلسلات .

بل يزداد الأمر عجبًا عندما ترى أن العام كله يمر علينا في الانشغال بهذه الهراءات فقبل رمضان بأشهر ترى الشاشات ترفرف بلا هوادة ولا حياء بالإعلانات عن أفلام ومسلسلات رمضان وينشغل الناس بذلك ما بين متوقع لما ستكون عليه الأفلام ورؤية لها ، فإذا جاء رمضان انشغل الناس بسماعها عن العبادة – إلا من رحم ربي – ولا حول ولا قوة الا بالله .

ويزداد الأمر سوءًا عندما ترى أن الناس انشغلت بها أيضًا حتى بعد انتهاء الشهر ما بين ناقد ومحلل كيف كان دور الممثل جيدًا هنا ؟؟ وسيئًا هناك ؟؟ ماذا لو كان المسلسل بهذه الهيئة بدلًا من تلك ؟؟..

وهكذا وبينما هم كذلك إذ بهم يفاجئون بالإعلانات عن مسلسلات العام القادم وهكذا مر العام كله أفلامًا ومسلسلات ولا حول ولا قوة إلا برب البريات …

حال مرير .. واقع مؤلم .. فتن كقطع الليل المظلم .. طال الأمل .. ضاقت النفوس ..فيا رب سلم سلم.

 

إذا كان الأمر كذلك والحال هكذا فلابد للمرء من وقفات يقفها مع نفسه تكون بمثابة قفزة الى الله عز وجل نعود بها إلى أسلافنا ونسير بها على دربهم وخطاهم .

إن كنت ترجو أن تصيب رميـــــــــــــــة …. فاثقف سهامك قبل ان ترميـــــــــــــــــــــها

 

الوقفة الأولى : # لحظة يقظة #

أخي المبارك قف الآن مع نفسك وقفة صادقة وسل نفسك كم من أناس كانوا معنا في رمضان الفائت هم الآن بين التراب ؟ وكم من رمضان مر عليك ما حققت الغاية منه ؟ هل لك هدف في رمضان ؟

فلابد أن ينزعج قلبك لروعة الانتباه بقدوم الشهر من رقدتك وغفلتك ولتكن يقظتك ذات أثر ملموس لا كالموعظة التي تسمع في مجالس العلم ثم يزول أثرها بعد انتهاء المجلس.

قال بن الجوزي _رحمه الله تعالى_:
” قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة ! فتدبرت السبب في ذلك عرفته .

ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفة من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها لسببين :
أحدهما : أن المواعظ كالسياط والسياط لا تؤلم بعد انقضائها ألمها وقت وقوعها .
والثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مُزاح العلة قد تخلى بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا وأنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتتذبته بآفاتها وكيف يصح أن يكون كما كان ؟!
فمنهم من يعزم بلا تردد ويمضي بلا التفات فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه “نافق حنظلة “
ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحيانًا ويدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحيانًا فهم كالسنبلة تميلها الرياح !
وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماء دحرجته على صفوان – حجر أملس – “

 

الوقفة الثانية : # همسة محاسبة #

قال الله عز وجل في وصف المتقين: ” والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله “

وقال: ” إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون “

وقال الفاروق عمر رضي الله عنه: ” حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم فاليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل “

قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: ” فعرف أرباب البصائر من جملة العباد أن الله تعالى لهم بالمرصاد وأنهم سيناقشون في الحساب ويطالبون بمثاقيل الذر من الخطرات واللحظات وتحققوا أنه لا ينجيهم من هذه الأخطاء إلا لزوم المحاسبة وصدق المراقبة ومطالبة النفس في الأنفاس والحركات ومحاسبتها في الخطرات واللحظات فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه وحضر عند السؤال جوابه وحسن منقلبه ومآبه ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته وطالت في عرصات القيامة وقفاته “

وقال الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه: ” أقرعوا هذه الأنفس فإنها طلعة وإنها تنازع إلى شر غاية وإنكم إن تقاربوها لم تبق لكم من أعمالكم شيء فتصبروا وتشددوا فإنما هي أيام تعد وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فلا يجيب ولا يلتفت فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم “

فعليك أخي الفاضل أن تحاسب نفسك محاسبة صادقة وأن تلزمها حدها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

الوقفة الثالثة : # لا تياس ولا تغتر #

بعد أن حاسبت نفسك الآن فأنت واحد من اثنين:
إما عاص مسرف .. أو طائع زاهد

وإما شاكر راض .. أو منكر جاحد

إما يائس قانط .. أو آمل راشد

فالأولى لك أخي العاصي :: لا تياس :: واعلم أن باب التوبة مفتوح وتأمل معي كتاب ربي جل جلاله،
فبعد أن تكلم عن القاتل وأورد له خمس عقوبات غلاظ فقال : وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء ” قال في سورة الفرقان “

وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)
قال
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) الفرقان
وأيضا بعد ان ذكر سبحانه المنافقين وجزاءهم

فقال ” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)”
قال ” إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) ” الآية النساء
وبعد ان تكلم ايضا عن المفسدين في الارض
فقال ” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33 ) “

قال ” إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) ” المائدة
وهو الذي قال سبحانه ” يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم ” رواه مسلم 6474 … ” لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) “النمل

والثانية لك أخي الطائع يا من أديت حق ربك :: لا تغتر :: واحذر أن يقع الغرور في قلبك والعجب في عملك فيصير هباءً منثورًا فكم من أعمال ضاع ثوابها بسبب عجب خالط القلب أو رياء خالط العمل.

أخي .. احذر أن تذوق طعم نفسك فما أفلح والله من ذاق طعم نفسه
اعلم أن التوفيق بيد الله بل هو سبحانه وتعالى غني عنك وعن عبادتك وأنك لن تطيعه إلا بفضله ولن تحجم عن معصيته إلا بمنه وحوله

أسال الله الثبات في زمن الفتن .. ثبت نفسك بكثرة الدعاء .. كان من دعائه صلى الله عليه وسلم ” با مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك “

ولك في قصة برصيص العابد عبرة وعظة.

 

الوقفة الرابعة :- # التخلي ثم التحلي #

والتخلي هو تخلية النفس من عقباتها وعثراتها وتطهيرها من كل ما يعوق الطريق الى الله عز وجل والعقبات في الطريق إلى الله عز وجل جمعها ابن القيم رحمه الله في قوله: ” ” ولكي يصل المرء إلى مطلوبه لا بد له من هجر العوائد وإزالة العوائق وقطع العلائق ” فهي ثلاث:
1: العوائد وهي اعتياد الناس لفعل أشياء معينة فزادت عن حدها مثل كثرة النوم وفضول الكلام وفضول الاستماع والواجب على الإنسان قبل رمضان أن يهجر هذه العوائد

2: العلائق التي تعلق القلب بها وهي حب القلب لأشياء دون الله ورسوله والله عز وجل يقول: ” قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ ………….” الآية فالواجب على الإنسان قطع هذه العلائق من قلبه وأن يقدم حب الله على كل حب.

3: العوائق التي تعوق الطريق وهي شرك وعلاجه تجريد النفس للتوحيد وبدعة وعلاجها تحقيق السنة وتجريد النفس للمتابعة ومعصية وعلاجها التوبة النصوح
فواجب على الإنسان أن يهجر العوائد ويزيل العوائق ويقطع العلائق
وأود أن أركز جيدًا على هذه الثلاث فهي الأهم.

أولًا : التوبة الصادقة
واجب على المرء أن يتوب توبة صادقة لله عز وجل من كل الذنوب صغيرها وكبيرها فالتوبة العلاج الحقيقي للذنوب والمعاصي قال الله عز وجل:” وتوبوا إلى الله جميعا ايه المؤمنون لعلكم تفلحون ” (31) النور

وللتوبة شروط أجمعها لك فيما يلي لعل الله أن ينفعني وإياك بها :
1: الإخلاص ..

فالله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا له وحده ليس لاحد معه شئ.

2: الإقلاع عن الذنب ..

ويحتاج منك إلى جهد جهيد وقرار شجاع فمجرد علمك بتحريم الذنب وجب عليك الإقلاع عنه من قورك فهاهم الصحابة رضوان الله عليهم لما نزلت آية تحريم الخمر إذ بهم يسكبوها من أفواههم حتى صارت شوارع المدينة أنهارًا من خمور.

3: الندم على ما فات ..

وهذا يحتاج منك إلى عزيمة قوية وأن تعمل الأعمال الصالحة النافعة عوضًا عن ما فات من ذنوب وآثام وها هي المرأة التي زنت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حملها ندمها على المعصية أن تصر على موقفها حتى يقام عليها الحد.

4: رد المظالم لأهلها.

فإن كانت لله فتب وارجع واعلم أنه يفرح بتوبتك سبحانه وتعالى وإن كانت لعبد فرد الحقوق لاهلها.

5: العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى .

وبذل الجهد في ذلك والاستعانة بالله على هذا الأمر وإحسان الظن بالله تبارك وتعالى مع صدق النية معه.

6: أن تكون التوبة في زمن تقبل فيه التوبة قبل الغرغرة قبل أن يأتيك ملك الموت فلا تسوف ولا تؤجل بادر وأسرع فلا يعلم المرء ما يكون غدًا أو حتى بعد دقائق فاحذر أن ياتي عليك يوم تقول فيه: ” رب لولا أخرتني إلى أجل قريب ” وعندها لا ينفع الأمل ولا تنفع الأمنيات فتقول يا ليتني وعندها لن تجد لك فئة تنصرك من دون الله . رزقني الله وإياكم التوبة الصالحة النافعة العازمة النادمة الشاملة الكاملة الصادقة الخالصة إنه ولي ذلك ومولاه .

 

ثانيًا : تجريد النفس لتوحيد الله عز وجل فلا تظن نفعًا ولا ضررًا إلا به سبحانه وتعالى وأن تقدم حبه على كل حب وأن تعلم أنه وحده الرازق والمدبر.

 

ثالثًا: تجريد النفس للمتابعة : فلا تفعل إلا ما وافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

 

وقد جمع بن القيم رحمه الله التخلي في قوله رحمه الله: 
” لا يسلم قلب المرء حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد وبدعة تناقض السنة وغفلة تناقض الذكر وشهوة تناقض الأمر وهوى يناقض الإخلاص “

وبعد التخلي عليك بتحلية الطريق بالأعمال الصالحة فضع خطة لرمضان واستعد من الآن بالصلاة والصيام وقراءة القران حتى تستقبل رمضان نقيًّا من العقبات والعثرات وتحقق الغاية المرجوة من الصوم وهي التقوى كما قال الله: ” يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون “

أخي لا وقت للتضييع .. قم من الآن ابدأ من الآن انطلق … فلتقم لتكتب بقلم همتك على صفحات قلبك بمداد دموع توبتك خطتك من الآن
قبل رمضان .. اختم ختمتين من القرآن على الأقل … اجعل وردًا من قيام الليل ولو نصف ساعة كل ليلة … تعلم فقه الصيام … اقرا كتابًا فيه .. حاول أن تسمع كل يوم محاضرة أو خطبة عن رمضان وعن النية منه وعن وظائف رمضان وعن فضله وثمرات صيامه .. حاول أن لا تدخل رمضان إلا وقد تعلمت أدب الصيام وفقهه مع شيخ أو صديق .. اقرأ أحوال السلف في رمضان فبهم تعلو الهمم وبذكرهم تحيا القلوب … ألزم صحبة خير ورفاقًا صالحين من الآن .. حاول أن تعود نفسك على الصيام .. اجعل لك وردًا من تفسير القرآن تتدبر به هذا الكتاب وتفكر فيه … ألزم مجالس العلم …

أخي فلتعلو همتك وليجهز زادك وعدتك “
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى “
أخي فليزمجر حداؤك وليكثر ذكرك ودعاؤك وليكن حالك
أنا إن عشت لست أعدم خبزا وإن مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك وقلبي قلب حر يرى المذلة كفرا .

 

حدد هدفك من رمضان ؟؟؟ اكتب هدفك على لوحة وعلقها باب غرفتك …
فلتعزم على ختم القرآن أكثر من مرة ويا حبذا لو صحبها تدبر المعاني والكلمات
فلتعزم على أن يتغير سلوكك في رمضان ولتكن الانطلاقة لما بعده فليتغير سلوكك مع الله ليصلحه الله مع الناس
اسال الله التوفيق في تحقيق الهدف … استعن بالله عليه
اجعل لنفسك وقتًا تجلس فيه مع نفسك .. تحاسبها .. تربيها
اجعل لنفسك جدول محاسبة .. ألزم نفسك به .. عاقب نفسك عند التقصير فيه

اجلس مع نفسك .. اعصر ذهنك .. فالعزلة مملكة الأفكار .. والدواء في صيدلية الأذكار .. ابدع في خطتك ورتب برنامجك واستعن بالله تبارك وتعالى. .

وفقني الله وإياكم لما فيه الخير والرشاد واساله سبحانه أن يسلمنا لرمضان وأن يسلم رمضان لنا وأن يتسلمه منَّا متقبلًا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

الوقفة الخامسة: # توبة خاتمة #
لا بد أخي الكريم من توبة في ختام كل عمل صالح فالعبد دائمًا محصور بين توبتين في بداية العمل وفي نهايته والمتامل في كتاب الله عز وجل يجد أنه سبحانه ختم الاعمال الصالحة بالتوبة قال الله:
” ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله “
” الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار “
ولما انتشر الإسلام وعظم أنزل الله ” لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة “
ولما كان قرب أجله صلى الله عليه وسلم أنزل الله ” إذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس يدخلون في دين الله افواجًا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابًا “

أخيرًا إخوتي هذا قليل من كثير والحر يكفيه القليل والعبد لا يكفيه قليل ولا كثير فصلوا على البشير النذير وادعوا الله العلي القدير أن ييسر لي ولكم وان ينفع بي وبكم.
اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلًا يا رب العالمين
اللهم بلغنا رمضان وانت راض عنا يا رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً