لماذا سُميت الأشهر القمرية ( الهجرية ) بهذه الأسماء ؟
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا
الأشهر القمرية ( الهجرية ) :
يُقال : إن أسماء الشهور القمرية ( الهجرية ) وضعت في مطلع القرن الخامس الميلادي.
محرم :
سُمِّيَ بذلك ؛ لأن العرب قبل الإسلام حرموا القتال فيه .
صفر :
سمي بذلك ؛ لأن ديار العرب كانت تَصْفَر أي تخلو من أهلها ، لخروجهم فيه ليقتاتوا ويبحثوا عن الطعام ويسافروا هربًا من حر الصيف .
ربيع الأول :
سمي بذلك ؛ لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم .
وذكر ذلك ابن كثير رحمه الله فقال : وشهر رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِبَاعِهِمْ فِيهِ ، وَالِارْتِبَاعُ الْإِقَامَةُ فِي عِمَارَةِ الربيع .
ربيع الآخِر :
سمي بذلك ؛ لأن تسميته جاءت في الربيع أيضًا فلزمه ذلك الاسم ،
ويقال فيه : “ربيع الآخِر” ، ولا يقال : “ربيع الثاني”؛ لأن الثاني تُوحي بوجود ثالث ، بينما يوجد ربيعان فقط .
جُمادى الأولى :
سمي بذلك : لأن تسميته جاءت في الشتاء حيث يتجمد الماء ، فلزمه ذلك الاسم .
جمادى الآخِرة :
سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الشتاء أيضًا ، فلزمه ذلك الاسم ،
ويقال فيه : “جمادى الآخِرة” ، ولا يقال : “جمادى الثانية” ؛ لأن الثانية توحي بوجود ثالثة ، بينما يوجد جُماديان فقط .
رجب :
سمي بذلك ؛ لأن العرب كانوا يعظمونه بترك القتال فيه ،
يقال : رجب الشيءَ أي هابه وعظَّمه .
شعبان :
سمي بذلك ؛ لأن العرب كانت تتشعب فيه (أي تتفرق) ؛ للحرب والإغارات بعد قعودهم في شهر رجب .
رمضان :
سمي بذلك ؛ اشتقاقًا من الرمضاء ،
حيث كانت الفترة التي سمي فيها شديدة الحر ،
يقال : رمضت الحجارة ، إذا سخنت بتأثير الشمس .
شوال :
سُمّي بذلك ؛ لأنه تسمى في فترة تشوَّلت فيها ألبان الإبل (نقصت وجف لبنها) .
ذو القعدة :
سمي بذلك ؛ لأن العرب كانت تقعد فيه عن القتال على اعتباره من الأشهر الحرم .
ذو الحجة :
سمي بذلك ؛ لأن العرب عرفت الحج في هذا الشهر .
وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله أسباب تسْميت الأشهر القمرية ( الهجرية ) بهذه الأسماء فقال :
” ذَكَرَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ فِي جُزْءٍ جَمَعَهُ سَمَّاهُ «الْمَشْهُورُ فِي
أَسْمَاءِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ »
أَنَّ الْمُحَرَّمَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ شَهْرًا مُحَرَّمًا، وَعِنْدِي أَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ تَأْكِيدًا لِتَحْرِيمِهِ ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَقَلَّبُ بِهِ فَتُحِلُّهُ عَامًا وَتُحَرِّمُهُ عَامًا .
قَالَ : وَيُجْمَعُ عَلَى مُحَرَّمَاتٍ وَمَحَارِمَ ومحاريم ،
وصفر سمي بذلك لخلو بيوتهم منهم حِينَ يَخْرُجُونَ لِلْقِتَالِ وَالْأَسْفَارِ ،
يُقَالُ صَفِرَ الْمَكَانُ إِذَا خَلَا وَيُجْمَعُ عَلَى أَصْفَارٍ ،
وشهر رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِبَاعِهِمْ فِيهِ ، وَالِارْتِبَاعُ الْإِقَامَةُ فِي عِمَارَةِ الربيع ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْبِعَاءَ كنصيب وأنصباء ، وعلى أربعة كرغيف وأرغفة،
وربيع الْآخِرُ كَالْأَوَّلِ .
وجُمَادَى سُمِّيَ بِذَلِكَ لِجُمُودِ الْمَاءِ فِيهِ .
قَالَ : وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ ؛ إِذْ كَانَتْ شُهُورُهُمْ منوطة بالأهلة فلا بُدَّ مِنْ دَوَرَانِهَا فَلَعَلَّهُمْ سَمَّوْهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا سُمِّيَ ، عِنْدَ جُمُودِ الْمَاءِ فِي الْبَرْدِ ، وَيُجْمَعُ عَلَى جُمَادِيَّاتٍ كَحُبَارَى وحُبَارِيَّاتٍ ،
وَقَدْ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ جمادى الأولى والأول ، وجمادى الْآخِرُ وَالْآخِرَةُ .
ورَجَبٌ مِنَ التَّرْجِيبِ وَهُوَ التَّعْظِيمُ وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْجَابٍ ورِجَابٍ ورَجَبَاتٍ .
وشَعْبَانُ مِنْ تَشَعُّبِ الْقَبَائِلِ وَتَفَرُّقِهَا لِلْغَارَةِ وَيُجْمَعُ عَلَى شَعَابِينَ وشعبانات .
ورمضان مِنْ شِدَّةِ الرَّمْضَاءِ ، وَهُوَ الْحُرُّ ، يُقَالُ رَمِضَتِ الْفِصَالُ : إِذَا عَطِشَتْ ، وَيُجْمَعُ عَلَى رَمَضَانَاتٍ وَرَمَاضِينَ وَأَرْمِضَةٍ.
وشَوَّالٌ مِنْ شَالَتِ الْإِبِلُ بِأَذْنَابِهَا لِلطِّرَاقِ ( يعني الضِّراب ) .
قَالَ: وَيُجْمَعُ عَلَى شَوَاوِلَ وَشَوَاوِيلَ وَشَوَّالَاتٍ .
والْقَعْدَةُ بِفَتْحِ الْقَافِ ، قُلْتُ : وَكَسْرِهَا، لِقُعُودِهِمْ فِيهِ عَنِ الْقِتَالِ وَالتَّرْحَالِ ، وَيُجْمَعُ عَلَى ذَوَاتِ الْقَعْدَةِ .
والْحِجَّةُ بكسر الحاء ، قلت : وفتحها ، سمي بذلك لإقامتهم الْحَجَّ فِيهِ ،
وَيُجْمَعُ عَلَى ذَوَاتِ الْحِجَّةِ ” .
انتهى من”تفسير ابن كثير” (4/ 128-129) .
Related