لماذا سُميت الأشهر القمرية ( الهجرية ) بهذه الأسماء ؟

في تاريخ :  31 مارس 2015

 

لماذا سُميت الأشهر القمرية ( الهجرية ) بهذه الأسماء ؟

 

تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا

الأشهر القمرية ( الهجرية ) :

يُقال : إن أسماء الشهور القمرية ( الهجرية ) وضعت في مطلع القرن الخامس الميلادي.

محرم :

سُمِّيَ بذلك ؛ لأن العرب قبل الإسلام حرموا القتال فيه .

 

صفر :

سمي بذلك ؛ لأن ديار العرب كانت تَصْفَر أي تخلو من أهلها ، لخروجهم فيه ليقتاتوا ويبحثوا عن الطعام ويسافروا هربًا من حر الصيف .

 

ربيع الأول :

سمي بذلك ؛ لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم .

وذكر ذلك ابن كثير رحمه الله فقال : وشهر رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِبَاعِهِمْ فِيهِ ، وَالِارْتِبَاعُ الْإِقَامَةُ فِي عِمَارَةِ الربيع .

 

ربيع الآخِر :

سمي بذلك ؛ لأن تسميته جاءت في الربيع أيضًا فلزمه ذلك الاسم ،

ويقال فيه : “ربيع الآخِر” ، ولا يقال : “ربيع الثاني”؛ لأن الثاني تُوحي بوجود ثالث ، بينما يوجد ربيعان فقط .

 

جُمادى الأولى :

سمي بذلك : لأن تسميته جاءت في الشتاء حيث يتجمد الماء ، فلزمه ذلك الاسم .

جمادى الآخِرة :

سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الشتاء أيضًا ، فلزمه ذلك الاسم ،

ويقال فيه : “جمادى الآخِرة” ، ولا يقال : “جمادى الثانية” ؛ لأن الثانية توحي بوجود ثالثة ، بينما يوجد جُماديان فقط .

رجب :

سمي بذلك ؛ لأن العرب كانوا يعظمونه بترك القتال فيه ،

يقال : رجب الشيءَ أي هابه وعظَّمه .

شعبان :

سمي بذلك ؛ لأن العرب كانت تتشعب فيه (أي تتفرق) ؛ للحرب والإغارات بعد قعودهم في شهر رجب .

رمضان :

سمي بذلك ؛ اشتقاقًا من الرمضاء ،

حيث كانت الفترة التي سمي فيها شديدة الحر ،

يقال : رمضت الحجارة ، إذا سخنت بتأثير الشمس .

شوال :

سُمّي بذلك ؛ لأنه تسمى في فترة تشوَّلت فيها ألبان الإبل (نقصت وجف لبنها) .

ذو القعدة :

سمي بذلك ؛ لأن العرب كانت تقعد فيه عن القتال على اعتباره من الأشهر الحرم .

ذو الحجة :

سمي بذلك ؛ لأن العرب عرفت الحج في هذا الشهر .

 

وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله  أسباب تسْميت الأشهر القمرية ( الهجرية ) بهذه الأسماء فقال :

” ذَكَرَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ فِي جُزْءٍ جَمَعَهُ سَمَّاهُ «الْمَشْهُورُ فِي

أَسْمَاءِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ »

أَنَّ الْمُحَرَّمَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ شَهْرًا مُحَرَّمًا، وَعِنْدِي أَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ تَأْكِيدًا لِتَحْرِيمِهِ ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَقَلَّبُ بِهِ فَتُحِلُّهُ عَامًا وَتُحَرِّمُهُ عَامًا . 

قَالَ : وَيُجْمَعُ عَلَى مُحَرَّمَاتٍ وَمَحَارِمَ ومحاريم ،

وصفر سمي بذلك لخلو بيوتهم منهم حِينَ يَخْرُجُونَ لِلْقِتَالِ وَالْأَسْفَارِ ،

يُقَالُ صَفِرَ الْمَكَانُ إِذَا خَلَا وَيُجْمَعُ عَلَى أَصْفَارٍ ،

وشهر رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِبَاعِهِمْ فِيهِ ، وَالِارْتِبَاعُ الْإِقَامَةُ فِي عِمَارَةِ الربيع ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْبِعَاءَ كنصيب وأنصباء ، وعلى أربعة كرغيف وأرغفة،

وربيع الْآخِرُ كَالْأَوَّلِ .

وجُمَادَى سُمِّيَ بِذَلِكَ لِجُمُودِ الْمَاءِ فِيهِ .

قَالَ : وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ ؛ إِذْ كَانَتْ شُهُورُهُمْ منوطة بالأهلة فلا بُدَّ مِنْ دَوَرَانِهَا فَلَعَلَّهُمْ سَمَّوْهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا سُمِّيَ ، عِنْدَ جُمُودِ الْمَاءِ فِي الْبَرْدِ ، وَيُجْمَعُ عَلَى جُمَادِيَّاتٍ كَحُبَارَى وحُبَارِيَّاتٍ ،

وَقَدْ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ جمادى الأولى والأول ، وجمادى الْآخِرُ وَالْآخِرَةُ .

ورَجَبٌ مِنَ التَّرْجِيبِ وَهُوَ التَّعْظِيمُ وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْجَابٍ ورِجَابٍ ورَجَبَاتٍ .

وشَعْبَانُ مِنْ تَشَعُّبِ الْقَبَائِلِ وَتَفَرُّقِهَا لِلْغَارَةِ وَيُجْمَعُ عَلَى شَعَابِينَ وشعبانات .

ورمضان مِنْ شِدَّةِ الرَّمْضَاءِ ، وَهُوَ الْحُرُّ ، يُقَالُ رَمِضَتِ الْفِصَالُ : إِذَا عَطِشَتْ ، وَيُجْمَعُ عَلَى رَمَضَانَاتٍ وَرَمَاضِينَ وَأَرْمِضَةٍ.

وشَوَّالٌ مِنْ شَالَتِ الْإِبِلُ بِأَذْنَابِهَا لِلطِّرَاقِ ( يعني الضِّراب ) .
قَالَ: وَيُجْمَعُ عَلَى شَوَاوِلَ وَشَوَاوِيلَ وَشَوَّالَاتٍ .

والْقَعْدَةُ بِفَتْحِ الْقَافِ ، قُلْتُ : وَكَسْرِهَا، لِقُعُودِهِمْ فِيهِ عَنِ الْقِتَالِ وَالتَّرْحَالِ ، وَيُجْمَعُ عَلَى ذَوَاتِ الْقَعْدَةِ .

والْحِجَّةُ بكسر الحاء ، قلت : وفتحها ، سمي بذلك لإقامتهم الْحَجَّ فِيهِ ،

وَيُجْمَعُ عَلَى ذَوَاتِ الْحِجَّةِ ” .


انتهى من”تفسير ابن كثير” (4/ 128-129) . 

 

 

 

 

اترك تعليقاً