* كيف أنجو من شر نفسي الأمارة بالسوء ، ومن الاستغراق في الملذات ؟
لفضيلة الشيخ / ابن عثيمين
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا
السؤال :
إنـني شـابة ملتزمة بالإسلام ولـكن في الفـترة الأخيرة لاحـظت أن إِيماني ضعف ، بدلـيل ارتكـاب بعض المعاصي مثل تفـويت أو تأخير الصلاة ، والاستماع إلى اللغـو مـن القـول ، والاستغراق في الملذات ، وقـد حاولت إنقاذ نفسي مما أنا فيه ولكن لم أستطع .
فـهل تـرشدني فـضيلتكم إلى الطـريق السوي الذي أنجو به من شر نفسي الأمارة بالسوء ؟
الجواب :
نسأل الله لنا ولك الهداية ،
والطريق إلى هذا ، الحرص على قراءة القرآن وتدبره ،
فإن القرآن يقول الله فيه: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } يونس:57
ثم مراجعة ما أمكن من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته ،
فإنها منار الطريق لمن أراد الوصول إلى الله عز وجل ،
وثالثًا: الحرص على مصاحبة أهل الصلاح والتقوى ،
ورابعًا: البعد بقدر الإمكان عن جليسات السوء اللاتي قـال فيهم الرسول عـليه الصلاة والسلام : (( مثل جليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرقك أو قال يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه رائحة كريهة ))
ثم تأنيب نفسك دائمًا على ما حدث لك من هذا التغير حتى تعودي إلى ما كـنت عليه سابقًا .
سادسًا: أن لا يدخلك الإعجاب فيما قمت به من عمل صالح ؛
فإن الإعجاب قد يبطل العمل كما قال عز وجل : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } الحجرات:17 .
ولكن انـظري إلى أعـمالك الصالحة وكـأنـك مـقصرة دائـمًا ،
والْجـئي دائـمًا إلى الاستغفار والتوبة إلى الله ـ عز وجل ـ مع حسن الظن بالله سبحانه وتعالى ؛
لأن الإنسان إذا أعـجب بعملـه ، ورأى لنفسه حقًّا على ربه كان ذلك أمرًا خطيرًا قد يحبط به العمل .
نسأل الله السلامة والعافية .
Related