علم التجويد
تعريفه ، وبداية نشأته وتاريخه ، وحكم تعلُّمه ، وفائدته
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا
ما علم التجويد ؟
التجويد أو علم التجويد في الإسلام علم تعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية كما نطقها محمد بن عبد الله (نبي الإسلام) صلى الله عليه وسلم ، ويؤخذ مشافهةً عن شيخٍ أو أستاذٍ عنده إجازةٌ بتعليم التجويد.
والتجويد في اللغة هو: “التحسين”، و “الإحكام”، و “الإتقان”، يقال… جوّدت الشيء إذا حسنته، وأتقنته، والجودة مقابل (الرداءة).
أما اصطلاحًا: فهو إخراج كلّ حرف من حروف القرآن من مخرجه دون تغيير وقراءتُه قراءةً صحيحةً وفق قواعد التجويد التي وضعها علماء التجويد.
ويقال هو: إعطاء كلّ حرف حقّه ومستحقه من المخارج والصفات.
وتجويد القرآن الكريم هو إتقان تلاوته، وتحسين نطق حروفه، بالتلقي والمشافهة، وله معنيان هما:
1- معنىً صناعي: (تطبيقي، عملي)، هو: إعطاء كل حرف حقه،ومستحقه، من الصفات الذاتية، والعرضية، مثل: الجهر، والغنة، والمد.
2- معنىً علمي: (نظري)، بمعنى: دراسة أحكام (علم التجويد)،
الذي صاغه علماء القراءة،للتعليم في المراحل التأسيسية، والمتوسطة، وقبل دراسة “علم القراءات”.
متى كانت بداية علم التجويد ؟
بداية علم التجويد كانت عند اتساع رقعة الدولة الإسلامية في القرن الثالث للهجرة، حيث كثر الخطأ واللحن في القرآن بسبب دخول كثير من غير العرب في الإسلام.
فما كان من علماء القرآن إلّا أن بدءوا في تدوين أحكام التجويد وقواعده.
ويقال أن أوّل من جمع علم التجويد في كتاب هو الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في القرن الثالث الهجري في كتابه المسمى بكتاب القراءات.
ما تاريخ علم التجويد ؟
منذ نزول القرآن، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على أن يتعلم الصحابة القرآن ويتقنوه عنه كما كان يتلقَّنه عليه الصلاة والسلام من جبريل.
وقد أتقن القرآنَ من الصحابة عددٌ كبير: مثل عبد الله بن مسعود، زيد بن ثابت أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وغيرهم.
وأول من وضع قواعد هذا العلم هو الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي ،
وأول من دون فيه هو الإمام أبو الخير محمد بن محمد بن الجزري في كتابه التمهيد في علم التجويد،
وفي القرن الثالث الهجري، وجمع الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام القراءات في كتاب ألّفه وسمّاه “كتاب القراءات”، وذلك باستخلاص قواعد هذا العلم من خلال تتبع قراءات المشاهير من القراء المتقنين.
ثم توالى البحث في مجال استخلاص القواعد الأخرى للتجويد وتوالت الكتب في هذا العلم توضح أصول القراءة وكيفيّة الطريقة الصحيحة لتجويد القرآن.
ما حكم الأخذ بالتجويد وتعلمه ؟
الأخذ بالتجويد بمعنى: (تطبيق أحكامه)، عمليا عند قراءة “القرآن الكريم” حكمه في الشرع الإسلامي (مطلوب شرعًا)،
وبعض العلماء مثل: ابن الجزري، -من كبار علماء القراءة- يرى أن الأخذ به فرض عين، على كل مكلف. لذا قال في منظومة الجزرية: من لم يجود القران آثم.
ويرى البعض أنه مستحب،
إلا أن الأمر فيه تفصيل، باعتبار نوع الخطأ الذي يعذر فيه القارئ، واختلاف الأحوال، والظروف. لقول الله سبحانه وتعالى في القرآن: ﴿أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا﴾ [73:4]، وقد جاء عن عليّ في هذه الآية: الترتيل هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف.
وقول الله سبحانه وتعالى في القرآن: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [2:121]
ولقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ‘خيركم من تعلم القرآن وعلمه’.
فائدة علم التجويد وهدفه :
أهم فائدة لتعلم التجويد هي حفظ اللسان من الخطأ (أو ما يسمى باللحن) عند قراءة القرآن.
واللحن في القرآن نوعان:
1- اللحن الجلي : وهو الخطأ الذي يطرأ على الألفاظ ويخلُّ بالمعنى المقصود للآية ،
ومثاله استبدال حرف مكان آخر أو تغير حركة بأخرى.
وهذا اللحن محرَّم باتفاق العلماء.
2- اللحن الخفي وهو الخطأ الذي لا يغير المعنى ولكن يخالف قواعد التجويد ،
مثل: ترك الغنة أو تقصير المدِّ وغيره.
وحكم هذا اللحن أنّه مكروه.
Related