المكافآت والعقوبات تجاه تربية الأطفال

في تاريخ :  30 مايو 2015

المكافآت والعقوبات تجاه تربية الأطفال

تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا

نقلًا بتصرف عن / أم حسان

الهدايا والأصدقاء :
إني لأعجب كيف نخشى على أبنائنا من الهدايا المفسدة ولا نفكر بالبدء بهدايا جيدة ؟!

 

بإمكانك تشجيع صغيرك على إهداء كتب ، أو مجلات مفيدة ، أو أشرطة (أو إسطوانات) إسلامية لأصدقائه وكذلك أشرطة (أو إسطوانات) الفيديو ،

بل إنه يفضل أن يدخر جزءًا من مصروفه لإهداء أصدقائه ويؤخذ إلى مكتبة للانتقاء ، ويعلم كيف يكتب عليها الإهداء ، ويغلفها ، ويسلمها بيده ،

ونبدأ ذلك منذ السنة الثالثة من العمر بتقديم بعض الحلويات والسكاكر للأصدقاء الصغار ويتدرج ذلك مع الكبر .

وحبذا لو أصبح جزءًا كبير من الهدايا بين العائلات ليس هدايا مجاملات بقدر ما يكون لهذه الهدايا من رصيد تربوي ،

قد يكون أحد الصغار يحب القراءة ويقرأ قصصًا جيدة فتطلبي منه أن يهدي مثلها إلى صديقه الذي لا يحب القراءة كثيرًا ويشجعه على قراءتها ،

فقد تكون هذه الطريقة أبلغ من إهدائك له .

 

جلسات الأصدقاء :

يجب أن يعلم الوالدان متى خرج الفتى ؟ وكيف ؟ وأين ؟ ومع مَن ؟

وألا نكتف بعبارة خرج مع أصدقائه ؛ وذلك لأن الصحبة السيئة من أشد أسباب الانحراف ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسلك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة ) .

 

وأما بالنسبة للفتيات خاصة :
فيفضل ألا تخرج لزيارة صديقة إلا بعد معرفة بها وبأهلها ،

وأما الخروج إلى السوق فمن المهم ألا تخرج إلا مع ذي محرم أو مع من هُن أكبر منها من النساء الثقات ، وتحدد الأماكن التي تريد الشراء منها .

 

كذلك يجب الاتفاق على أماكن قضاء الإجازات ، ويفضل أن تقضي الأسرة جميعها الإجازة في مكان واحد ، لا أن ينفصل الوالد عن الأسرة لغير عذر .

 

 المكافآت والعقوبات :

قضية ملازمة جدًّا للانفعالات المتأرجحة حسب الظروف ،

وكم يحدث سوء تفاهم بين الزوجين على هذه الناحية بالذات ؟ 

فإما أن يكون الأب مفرطًا في القسوة والأم مفرطة في التدليل أو العكس ،

وقلما تجدين زوجين متفقيْن تمامًا على هذه القضية .

 

لذا فإن هذه القضية الحساسة والمتعلقة بالغضب الذي قد يجر الإنسان إلى تصرفات لا إرادية ، هذه القضية بالذات تحتاج إلى مناقشة .

إن عمل الصغير قد يكون صوابًا وقد يكون خطأ ،

فالصواب كل درب يوصل إلى طريق طاعة ، والخطأ كل درب يوصل إلى طريق معصية .

 

لنفرض أن طفلًا رمى ورقة على الأرض .

لا نقول إن هذا الطفل لم يخطئ أو أنه أجرم ، لا .. بل ننظر إليه ونوجهه قائلين :

المسلم يا بني نظيف ، أو هكذا تفعل المسلمة النظيفة ، فيخجل الصغير .

وإنْ رفع الورقة عن الأرض يُشجَّع ويقال له : بارك الله فيك ، أنت مسلم نظيف .

 

هناك درجات من الرضا والتشجيع :

* المدح مع تمني الأفضل :

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعم الرجل عبد الله لو أنه كان يقوم الليل )

تشجيع معنوي :

كأن يكون المكافأة رحلة ، أو حكاية قصة خاصة لذاك الفتى ، أو قُبْلة .

وقد تكون مكافأة مادية مثل: هدايا متفرقة ،

ولا تكتفي بهدايا الأكل والشرب ، وليكن لهداياك قيمة ومعنى تربوي .

 

المكافأة بالمِثْل :
اعملي وفق التوجيه النبوي : ( كما تدين تدان ) فإن تعاون الصغير معك عاونيه في دروسه ، وإن بذل ماديًّا كافأتيه ماليًّا ، وهكذا ..

 

العقوبات :

يقول الأستاذ محمد قطب :

التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة ، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل ولا من باب التظاهر بالعلم ،

فالتجربة العلمية ذاتها تقول : ( إن الأجيال التي نشأت في ظل تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيال مائعة لا تصلح لجديات الحياة ومهامها ، والتجربة أولى بالاتباع من النظريات اللامعة ) .

 

والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها ، لا الذي يدمر كيانها ويفسد مستقبلها .

 

فإن كان ولابد من العقوبة فعلينا أن نراعي احترامنا لكيان الصغير وتقديرنا له كإنسان .

 

وقبل أن نشرع في العقوبة لنتأكد بأننا قد قمنا بالخطوات التالية :

التوجيه والإرشاد .

 

التوبيخ .

 

التهديد بالتنفيذ كأن أقول له : سأخبر والدك :

فقد قال أحد الصالحين يمدح زوجته التي تؤدب ابنه : كانت تتوعده بي وتؤدبه دوني .

 

تنفيذ العقوبة المعنوية ، ثم العقوبة المادية :

العقوبة المعنوية مثل: الإعراض والمقاطعة ، ثم العقوبة المادية مثل: الضرب غير المفرط .

إن تكرار وسيلة العقوبة الواحدة يفقدها أثرها على الطفل ، لذلك لا بد من التغيير .

 

أنواع العقوبة:

والعقوبة على أنواع : فهناك عقوبة للذنب البسيط وأخرى للكبير ،

ومن الوسائل الناجحة جدًّا : المشارطة : بمعنى إن فعلت يا بني كذا ، فما هي عقوبتك ؟

وانتظري أن يختار لنفسه عقوبة ، وهو عندها سيراقب نفسه جيدًا فلا يعود للخطأ البسيط ،

ويستحب أن تراعي القواعد التالية:

قواعد الضرب :
* يبتعد عن الضرب في الأماكن الحساسة ،

عملًا بالتوجيه النبوي الشريف : ( إذا قاتل أحدكم أخاه فلا يلطمنَّ الوجه) رواه مسلم .

قال صلى الله عليه وسلم ( لا يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله تعالى )

فالذي نقصده الضرب المؤلم ، وليس الضرب المضر .

 

* أن يتولى المربي الضرب بنفسه ، وحبذا لو كان الأب هو الضارب .

* تنفذ العقوبات وتصرف المكافآت في وقتها .

 

تحذير :

إن الإفراط في العقوبة الجسمية له مضار جسيمة منها :
ــ  أن يألفها الولد .
ــ  أن يصبح بليدًا .
ــ  أن يلجأ لتحقيق ذاته بأساليب منحرفة .
ــ  وعندما يكبر إما أن يكون فاشلًا ذليلًا يخاف من ظله أو جبارًا قاسيًا يقهر من دونه ، وكلاهما خسارة ما بعدها خسارة .

 

 

فعلى المربين الانتباه لذلك جيدًا

 

 

 

 

اترك تعليقاً