الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن

في تاريخ :  09 يونيو 2015

الحديث القدسي

والفرق بينه وبين القرآن

تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا

الحديث القدسي هو مصطلح إسلامي يشير إلى كلام ورد على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكن معناه من الله ،

ويأتي حسب علماء الدين الإسلامي إما بإلهام ، أو رؤية منامية وهي صادقة عند الأنبياء ، أو قذف في الروح .

فهو يختلف عن القرآن الذي نزل بلفظه ومعناه عن طريق الوحي .

ويحتل الحديث القدسي منزلة بين القرآن والحديث النبوي ، أي أنه أقل رتبة من القرآن الكريم وأعلى من الحديث النبوي ، ولكن لا يُتعبد به في الصلاة .

ومن خصائص الحديث القدسي أن لفظه لا يتناول التحدي والإعجاز كالقرآن الذي تحدى الثقلين ( الإنس والجن ) على أن يأتوا بآية من مثله كما ورد في القرآن الكريم .

كما لا يستوفي الحديث القدسي الإعجاز البياني للقرآن ، الذي أعجز بيانه وأبكم ألسن العرب الذين لهم مفخرة وملكة وسلاسة في التعبير واللفظ .

ومن أبرز الاختلافات التي تظهر الحديث القدسي عن القرآن الكريم

أن القرآن منقول بالتواتر وقطعي الثبوت ، أي أنه لا يأتيه باطل أو تحريف ،

عكس الحديث القدسي الذي يعتبر خبره آحادًا ، وثبوته ظني ، وقد يتعرض للتحريف أو الوضع كغيره من الأحاديث الأخرى ،

كما أنه لا يتعبد به في صلاة كالذكر المبين .

ووصف القدسي يعني: المنزه ، أي الذي ليس فيه عيب أو نقص ،

فالحديث القدسي هو الحديث المنزه ، والخالي من العيوب والنواقص .

والقرآن عند علماء الشريعة هو كلام الله المنزل على النبي محمد ؛ للإعجاز وللتعبد بألفاظه ، فهو من الله لفظًا ومعنى .

والحديث القدسي هو ما يرويه النبي محمد عن ربه بألفاظه هو ، ولكن دون التعبد بهذه الألفاظ ، وليس للتحدي والإعجاز ،

فمعناه من الله ، ولفظه من الرسول صلى الله عليه وسلم .

والقرآن نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم ،

أما الحديث القدسي فلا يُشترط فيه أن يكون الواسطة فيه جبريل عليه السلام ، فقد يكون جبريل عليه السلام هو الواسطة فيه ، أو يكون بالإلهام ، أو بغير ذلك .

والقرآن قطعي الثبوت ، ويُقسَّم إلى سور وآيات ،

أما الحديث القدسي منه الصحيح والضعيف والموضوع ، وليس له ذاك التقسيم .

كذلك فإن جاحد القرآن يُكفَّر ،

أما الحديث القدسي فإن من جحد حديثًا أو استنكره نظرًا لحال بعض روايته فلا يُكفَّر .

والقرآن لا تجوز روايته أو تلاوته بالمعنى ،

بينما الحديث القدسي تجوز روايته بالمعنى .

من أشهر المصنفات في الحديث القدسي

كتاب الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية لعبد الرؤوف المناوي ،

جمع فيه 272 حديثًا .

 

 

اترك تعليقاً