الحديث القدسي
والفرق بينه وبين القرآن
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا
الحديث القدسي هو مصطلح إسلامي يشير إلى كلام ورد على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكن معناه من الله ،
ويأتي حسب علماء الدين الإسلامي إما بإلهام ، أو رؤية منامية وهي صادقة عند الأنبياء ، أو قذف في الروح .
فهو يختلف عن القرآن الذي نزل بلفظه ومعناه عن طريق الوحي .
ويحتل الحديث القدسي منزلة بين القرآن والحديث النبوي ، أي أنه أقل رتبة من القرآن الكريم وأعلى من الحديث النبوي ، ولكن لا يُتعبد به في الصلاة .
ومن خصائص الحديث القدسي أن لفظه لا يتناول التحدي والإعجاز كالقرآن الذي تحدى الثقلين ( الإنس والجن ) على أن يأتوا بآية من مثله كما ورد في القرآن الكريم .
كما لا يستوفي الحديث القدسي الإعجاز البياني للقرآن ، الذي أعجز بيانه وأبكم ألسن العرب الذين لهم مفخرة وملكة وسلاسة في التعبير واللفظ .
ومن أبرز الاختلافات التي تظهر الحديث القدسي عن القرآن الكريم
أن القرآن منقول بالتواتر وقطعي الثبوت ، أي أنه لا يأتيه باطل أو تحريف ،
عكس الحديث القدسي الذي يعتبر خبره آحادًا ، وثبوته ظني ، وقد يتعرض للتحريف أو الوضع كغيره من الأحاديث الأخرى ،
كما أنه لا يتعبد به في صلاة كالذكر المبين .
ووصف القدسي يعني: المنزه ، أي الذي ليس فيه عيب أو نقص ،
فالحديث القدسي هو الحديث المنزه ، والخالي من العيوب والنواقص .
والقرآن عند علماء الشريعة هو كلام الله المنزل على النبي محمد ؛ للإعجاز وللتعبد بألفاظه ، فهو من الله لفظًا ومعنى .
والحديث القدسي هو ما يرويه النبي محمد عن ربه بألفاظه هو ، ولكن دون التعبد بهذه الألفاظ ، وليس للتحدي والإعجاز ،
فمعناه من الله ، ولفظه من الرسول صلى الله عليه وسلم .
والقرآن نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم ،
أما الحديث القدسي فلا يُشترط فيه أن يكون الواسطة فيه جبريل عليه السلام ، فقد يكون جبريل عليه السلام هو الواسطة فيه ، أو يكون بالإلهام ، أو بغير ذلك .
والقرآن قطعي الثبوت ، ويُقسَّم إلى سور وآيات ،
أما الحديث القدسي منه الصحيح والضعيف والموضوع ، وليس له ذاك التقسيم .
كذلك فإن جاحد القرآن يُكفَّر ،
أما الحديث القدسي فإن من جحد حديثًا أو استنكره نظرًا لحال بعض روايته فلا يُكفَّر .
والقرآن لا تجوز روايته أو تلاوته بالمعنى ،
بينما الحديث القدسي تجوز روايته بالمعنى .
من أشهر المصنفات في الحديث القدسي
كتاب الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية لعبد الرؤوف المناوي ،
جمع فيه 272 حديثًا .
Related