** ما سر تنويع إبراهيم عليه السلام في دعائه بين”ربنا” و”ربِّ”..؟ **
تجميع ، وتصحيح لغوي ، وتنسيق مقال/ أ. إبراهيم باشا .
نقلًا عن/ موقع ملتقى أهل التفسير.
في قول الله عز وحل:
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)رَبَّنَاإِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ))
نلحظ تنوع الأسلوب في دعاء إبراهيم ربه، فبدأ بــ(ربِّ)، ثم (ربنا)، ثم (ربِّ)..فما الغرض من ذلك..؟
ما تلا الدعاء بصيغة المفرد قال فيه “رب” ، وما تلا الدعاء بصيغة الجمع قال فيه “ربنا”
في الآية الأولى (٣٥) أصلها يدعو لنفسه وأتبع ذريته عطفًا فكانت “ربِّ”
في الآية التالية (٣٦) تابعة للآية التي سبقتها فاستمر السياق تكرارًا للمفرد “ربِّ”
أما في الآية (٣٧) فكانت بصيغة الجمع لشمول الذرية في الدعوة فدعوته طلبًا لشمول من أسكنهم في الوادي بالعناية الربانية لما يلزم بقائهم هناك من خطر ووحشة فقال “ربنا” ثم أتبعها بسبب إسكانهم
والتأكيد على دعوته حين قال “ربنا ليقيموا الصلاة” .
في الآية (٣٨) كانت (ربنا) حيث قال (ما نخفي وما نعلن ) بصيغة الجمع .
أما في الآية (٤٠) فكانت إفرادًا لأنه دعى أولًا لنفسه وأدخل ذريته تاليًا فكان أصل دعائه مفردًا (رب اجعلني مقيم الصلاة) ، ثم أتبع بالذرية (ومن ذريتي)
فكانت صيغة الجمع والإفراد تبعًا لمن يشملهم الدعاء فردًا أو جمعًا.
والله أعلى وأعلم.
Related