** هل نجاسة المشركين أو الكفار معنوية أم حسيَّة ؟ **
لفضيلة الشيخ العلامة / محمد بن صالح بن عثيمين .
تصحيح لغوي وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .
السؤال:
ما حقيقة نجاسة المشرك والكافر ؟
وهل معنى هذا أنه إذا مس أحدُ المسلمين أحدَ المشركين أو الكفار وهو على طهارة أن طهارته قد انتقضت ؟
أم أن النجاسة معنوية وليست حسية؟
الجواب :
يقول الشيخ بن عثيمين :
نجاسة المشركين بل نجاسة جميع الكفار نجاسة معنوية وليست نجاسة حسية ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن لا ينجس )
ومعلوم أن المؤمن ينجس نجاسة حسية إذا أصابته النجاسة ،
فقوله : ( لا ينجس ) عُلِم أن المراد نفي النجاسة المعنوية ،
وقال الله عز وجل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا))
فأخبر الله تعالى أنهم نجس ،
وإذا قارنَّا هذا بما ثبت في حديث أبي هريرة من أن المؤمن لا ينجس ، علمنا أن المراد بنجاسة المشرك وكذلك غيره من الكفار نجاسة معنوية وليست حسية ،
ولهذا أباح الله لنا طعام الذين أُوتُوا الكتاب ، مع أنهم يباشرون بأيدهم ،
وأباح لنا المحصنات مِن الذين أوتوا الكتاب للزواج بهم مع إن الإنسان سيباشرهن ،
ولم يأمرنا بغسل ما أصابته أيديهم (ولا بغسلنا مس نسائهم بالزواج)
وأما قول السائل إنه إذا مس الكافر يقول: انتقض وضوؤه ، فهذا وَهْمٌ منه ؛
فإن مس النجاسة لا ينقض الوضوء ،
حتى لو كانت نجاسة حسية كالبول والعذرة والدم النجس وما أشبهها فإن مسها لا ينقض الوضوء ، وإنما يوجب غسل ما تلوث بالنجاسة فقط .
Related