** هل نجاسة المشركين أو الكفار معنوية أم حسيَّة ؟ ** لفضيلة الشيخ العلامة / محمد بن صالح بن عثيمين .

في تاريخ :  19 يناير 2016

** هل نجاسة المشركين أو الكفار معنوية أم حسيَّة ؟ **

لفضيلة الشيخ العلامة / محمد بن صالح بن عثيمين .

تصحيح لغوي وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .

السؤال:

ما حقيقة نجاسة المشرك والكافر ؟

 وهل معنى هذا أنه إذا مس أحدُ المسلمين أحدَ المشركين أو الكفار وهو على طهارة أن طهارته قد انتقضت ؟

أم أن النجاسة معنوية وليست حسية؟

الجواب :

يقول الشيخ بن عثيمين :

نجاسة المشركين بل نجاسة جميع الكفار نجاسة معنوية وليست نجاسة حسية ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن لا ينجس )

ومعلوم أن المؤمن ينجس نجاسة حسية إذا أصابته النجاسة ،

فقوله : ( لا ينجس ) عُلِم أن المراد نفي النجاسة المعنوية ،

وقال الله عز وجل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا))

فأخبر الله تعالى أنهم نجس ،

وإذا قارنَّا هذا بما ثبت في حديث أبي هريرة من أن المؤمن لا ينجس ، علمنا أن المراد بنجاسة المشرك وكذلك غيره من الكفار نجاسة معنوية وليست حسية ،

ولهذا أباح الله لنا طعام الذين أُوتُوا الكتاب ، مع أنهم يباشرون بأيدهم ،

وأباح لنا المحصنات مِن الذين أوتوا الكتاب للزواج بهم مع إن الإنسان سيباشرهن ،

ولم يأمرنا بغسل ما أصابته أيديهم (ولا بغسلنا مس نسائهم بالزواج)

وأما قول السائل إنه إذا مس الكافر يقول: انتقض وضوؤه ، فهذا وَهْمٌ منه ؛

فإن مس النجاسة لا ينقض الوضوء ،

حتى لو كانت نجاسة حسية كالبول والعذرة والدم النجس وما أشبهها فإن مسها لا ينقض الوضوء ، وإنما يوجب غسل ما تلوث بالنجاسة فقط .

 

 

 

 

اترك تعليقاً