كيف تعالج نفسك من الكسل وكثرة النوم ؟
تصحيح لغوي ، و تنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .
نقلًا بتصرفٍ عن الدكتور / إسلام المازني .
يقول دكتور / إسلام المازني :
السلام عليكم و رحمة الله .
هنا مقال سطرته عن كثرة النوم و الكسل رأيت أن أضعه هنا لعل الله سبحانه ينفع به …
و من لديه إثراء فليتفضل ..
هنا ما سطرته بخصوص النوم لتحاول فيه ، و على الله التيسير
النوم الطبيعى يتفاوت من شخص لشخص
فالبعض لا تكفيه إلا ثمانى ساعات و أكثر ، و البعض تكفيه أربع ساعات ، و ما اختلف ربما يكون من النادر أو الغير طبيعى ،
و يلزمه أولًا عمل فحص طبى ،
و ربما لزم عمل بعض التحاليل الطبية مثل : وظائف كبد ، صورة دم كاملة ، ووظائف كلى
لتبين أنه لا يعانى من أى سبب صحى أو نقص معدن أو فيتامين معين ،
و مراجعة طريقته فى النوم ومواعيده ، فالأفضل النوم فى نصف الليل الأول ..
و لو ثبت أن الأمر مجرد فتور و ليس هناك أى سبب واضح ، و تبيَّن خلو جسمك من كل خلل فيزيائي
فقد يكون من الشيطان ، و العين حق كما قال الحبيب صلى الله عليه و سلم
فارق نفسك بالرقية الشرعية مرارًا …
و قم بعمل الحجامة على الرأس و الظهر ، مع مراعاة عملها فى مستشفى ؛ لكى يراعى انخفاض ضغطك و لا يحدث هبوط عام ،
و واظب على المنشطات الطبيعية يوميًّا كالعسل 3 ملاعق يوميًّا ، و الجنسنج المغلى أو حبوب يوميًّا و طعام ملكات النحل قرص يوميًّا ( رويال جيلى )
فكل ما فى الطب النبوى صلى الله على صاحبه و سلم يفيد المرء فى رفع كفاءة جسمه و تحويله لخلية نشاط ،
فالحجامة على الرأس و الظهر أقر من جربها بأنه شعر بأنه نشط و خف و كأنه أفيق من نوم و كسل ،
و عسل النحل الطبيعى ( لا يكون مغشوشًا و لا عليه رغوة التخمر ) حين يشرب مخففًا بالماءيعطى الجسم طاقة تقلل من شعوره بالإنهاك .
و مبادئ الشريعة فى أمر الطعام تفيد فى السيطرة على النوم ، و على رغبة النفس فيه أكثر من حده من حيث كراهية التخمة .
بل تفضل قلة الطعام أحيانًا من باب الخشونة ، و من باب الزهد و تربية النفس ، و هى تجعل المعدة خفيفة ، و تقلل الجهد على الكبد ، فلا تؤدى لما يشبه الغيبوبة ، كما يحدث عند أكل الدسم بكثرة ،
و لا يحدث ضغط على القلب ، و يصير المرء قليل النعاس .
و استعمال زيت الزيتون بديلًا عن الشحوم ، و قد أوصى به القرءان و أشادت به السنن ، و هو طبيًّا زيت رائع حارق للدهون الضارة ، و مصدر للطاقة و الشفاء ، فيقلل حاجة الجسم للراحة المتكررة .
و تجربة طعام الفقراء و هو زاد الحبيب صلى الله عليه وسلم ، مثل : الاكتفاء بالخل و التمر و الماء و خبز الشعير لفترات ،
و هى تجربة تؤدى حتما لتقوية العزيمة و هزيمة النفس الكسولة ،
فلها أغراض تربوية فوق فائدتها الصحية ،
و لو احتجت هناك كبسولات طعام ملكات النحل ، و هى طبيعية و لا ضرر منها و تساعد على تجاوز الجسد لشتى المراحل لاستعادة نشاطه سريعًا .
وبالطبع برنامج الحياة المشحون بأهداف تشغل فكر الإنسان ييسر تلك الأمور و منها القراءة الهادفة النافعة .
و بالنسبة لمرحلة تعويد النفس فهى ميسورة ،
و كما يحدث مع طلبة المدارس الداخلية ،حيث يكون كل منهم فى بيت أبيه مرفَّها
ثم فجأة يدخل و يحجزونه45 يومًا بلا إجازات ، لكي يتعود على نظام جديد ، هو النوم فى العاشرة و الاستيقاظ فى الخامسة .
و يدهش كل منهم من نفسه بعد فترة المعاناة الأولى حيث يكتشف أنه يستطيع أن يعيش كما تقضى التعليمات ، و تتفتح جوانب طاقته و إمكاناته و يجد يومه مشحونًا بدراسة و رياضة و ممارسات عديدة و هو ينام أقل من الأول ،و يشعر بالندم على سنوات الكسل .
و القاعدة :
النوم يجلب النوم
و الكسل يجلب الكسل
وإليك بعض النصائح التي تقلل من الكسل :
1- يجب استخدام المنبه ، و المحافظة على مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة خلال أيام الأسبوع .
2- جرِّب أن تغفو القيلولة فهى تعين على التهجد ، و أفضلها ما بين صلاة الظهر والعصر، و لا تزيد عن ساعة و قيل لا تزيد عن 45 دقيقة .
3- حافظ على جو غرفة النوم فلا يكون باردًا أو ساخنًا
4- البعد عن الضوضاء والضوء القوي في غرفة النوم ( و السنة صلى الله على صاحبها وسلم منها إطفاء السراج قبل النوم ) ، و هو من العوامل التي تؤثر على جودة النوم و فائدته .
5- التنبيه دائمًا لنفسك على أن النوم راحة و ليس هواية و لا متعة ،
و على أن الحيوية لا ترتبط بكثرة النوم بل بجودة النوم .
و أن الشيطان يسر بإيهام المرء أنه يحتاج نومًا أكثر لكي يحجب عنه الخير .
6- قراءة الأدعية و الأوراد فى الصحيح قبل النوم و خلال اليوم تفيد فى تقوية القلب و النفس و طرد الشيطان .
7- النوم على الجانب الأيمن ، ووضع الخده الأيمن على الكف اليمنى ، فى أول الأمر على الأقل تأسيًا بالسنة ، و هى وضعية مفيدة صحيًّا و تؤهل لليقظة بيسر .
و قبل كل شئ و دومًا التعرف على الله بالعلم ، فهو أمر يثير الشوق له و الخشية منه سبحانه ،و يغير أهداف المرء و وجهته ، و يجنبه الزلل ،
و تلقائيًّا تتغير نظرته لكل شئ و تتأقلم وظائف جسمه ، كما تحول الصحب الكرام من حال لحال .
و لنا فى عمر و مصعب مثال .. لمن كان نائمًا فاستيقظ حتى توفاه الله ..
و يجب تدبر سير السلف مع النوم ،و أنهم قوم لا يستسلمون لأوضاع الاسترخاء ،
فكان النووى رحمه الله يتجنب الاتكاء على الفراش اللين لكى لا يغفو و يتكاسل ،
بل و يتجنب أكل الرطب من الطعام لكى لا يكسل ! وهو ليس واجبًا لكنه وضع نفسه موضع الأمين على حفظ الشرع .
وقد بين أهل العلم فى شروح السنة أن ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرة يساعد كثيرًا فى التنبه ، و يحل عقدة من عُقد الشيطان ، ثم الوضوء و الصلاة لتنحل و يصبح المرء طيب النفس .
وورد أيضًا كما لا يخفى عليكم أفضلية نضح الماء في وجه النائم ، كما جاء في الحديث من مدح الرجل الذي يقوم من الليل ليصلي ، ويوقظ زوجته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ومدح المرأة التي تقوم من الليل وتوقظ زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء .
رواه الإمام أحمد في المسند
ويفضل أن يعوِّد المرء نفسه على الهمة و العزيمة عند الاستيقاظ ، بحيث ينتفض و يهب من أول مرة ، وليس على فقرات ،
و على إضاءة المصابيح فور الاستيقاظ لتطرد النعاس ؛ فالخلايا بدون ضوء تفرز ميلاتونين و هو يساعد على النوم .
من هنا كان الليل سكنًا كما قال القرءان الكريم .
وفقكم الله و جنبكم الزلل .
فالخمول قد يكون نفسيًّا ، و قد يكون عضويًّا ،
* و النفسي جزء منه مرتبط بمواد كيميائية ويعالج بأدوية معينة تزيد من نشاط المرء و روح المبادرة لديه ،
و جزء منه مرتبط بطريقة التفكير و الإدراك و الشعور ، ربما إحباط ، و لابد فيه من جلسات مصارحة مع النفس و مواجهة للواقع و تحديد المطلوب حسب القدرة و الطاقة و الإمكان .
و يحلق فوق كل تلك الأمور و يحيط بها رؤية شرعية لما حوله و مَن حوله .
تأتى بالقراءة و التدبر لكتاب الله تعالى و سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ثم العمل بما علمنا .
مع الدعاء و الرقية و التضرع لله تعالى بالشفاء و الوقاية من العجز و الكسل ، و هى أمور تنفع سواء كان الأمر مرضًا عاديًّا أو كان نتيجة الإصابة بالعين أو الحسد أو السحر .
وكان أحد السلف يدعو بقوله : اللهم اشفني بالقليل من النوم .
كما كان الشيخ الألباني رحمه الله ينام أربع ساعات فقط يوميًّا.
فاستعن بالله ولا تعجز .
Related