غَيْرة طفلك من المولود الجديد .. كيف يمكنك التخلص منها ؟

تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .

نقلًا عن دكتورة / شهيرة لويز _ أخصائي الأطفال وحديثي الولادة وعضو الجمعية المصرية لطب الأطفال ـ :

تعتبر الغَيْرة من المشاعر الطبيعية بالنسبة للطفل ، وقد يكون لها في بعض الأحيان أثر إيجابي في دفعه لكي يكون أفضل وأحسن مما هو عليه .

فقد تساعده على أن يكون شخصًا محبوبًا يسعى لصداقة الأطفال والأشخاص الآخرين ، وأن يكون اجتماعيًّا .

أما إذا أدَّت الغيْرة إلي المنافسة والمشاجرة فإن هذا يعني تعرض الطفل لكثير من المشاكل . 

ومن أشهر الأسباب التي تؤدي إلى شعور الطفل بالغيْرة القوية :

** وصول مولود جديد **

ويرجع شعور الطفل بالغيرة في هذه الحالة أنه يعتقد أن وصول هذا المولود الجديد يعني فقدانه لمركزه ومكانته عند والديه .

وهنا يجب أن نوجه نظرك إلي ما يلي :

* قد يلجأ طفلك إلى جميع الحِيل والوسائل التي يجذب بها اهتمامك ، بل قد يقوم ببعض الأفعال الخاصة بمرحله سابقة كأن يلجأ إلي التبول اللاإرادي ، أو يرفض تناول الطعام بفرده ، أو يرفض ارتداء ملابسه بمفرده .

* قد يوجِّه غيْرته مباشرة إلي المولود الجديد ويحاول إيذائه .

* قد يشعر بعدم قدرته علي تحمل مشاعر الغيرة فيصبح هادئًا ومنطويًا ويرضيك تمامًا .

* يجب أن تتفهمي هذه المشاعر جيِّدًا ، وتساعدي طفلك على الاستعداد لقدوم المولود عن طريق :

* تأكيدك له أن مكانته لديك سوف تبقي كما هي وعلي الدوام ، وخصِّصي له وقتًا حيث تمنحيه كل اهتمامك .

* اشْرِكي طفلك في العناية بالمولود الجديد _ اطلبي منه المساعدة في بعض الأعمال السهلة الخاصة بالمولود الجديد .

* امدحي كل تصرفاته السليمة وكافئيه عليها ، وخاصة إذا أظهر حبه وعطفه بالنسبة للمولود الجديد .

* يستحسن ألا تقومي بإرضاع المولود طبيعيًّا أمام طفلك أثناء اليومين الأولين ، ويمكنك أن تجذبي انتباهه إلي نشاط يحبه أثناء إرضاعك للمولود بعد ذلك .

* ذكِّري طفلك أنه كان يرضع بنفس الطريقة عندما كان صغيرًا ، وهنا قد يسألك ويطلب منك أن يرضع مثل أخيه المولود الجديد ..

لا تندهشي لهذا الطلب بل قولي له: أن الصغار فقط هم الذين يرضعون ؛ لأنهم لا يستطيعون أن يأكلوا ، أما أنت وأنا .. نحن كبار .. فإننا نستطيع أن نأكل .

* شاركي طفلك فيما كنتِ تشاركينه فيه قبل ذلك ، وإذا تعارض ذلك مع العناية بالمولود أو إرضاعة يمكنك أن تقولي لطفلك ” آسفة ” ولكني مضطره لإرضاع المولود أولًا _ وأعلم أنه ليس عدلًا ولكن المواليد الصغار لا يستطيعون انتظار الطعام كما نفعل نحن الكبار ، ولهذا فأنا مضطره لإطعامه أولًا ، وإن المولود سوف ينام بعد إطعامه ، وهنا نستطيع أنا وأنت نلعب معًا .

* اقبلي أي عرض من طفلك للمساعده ، ولكن لاتحاولي تكرار هذه الجملة ” أنت طفلي الكبير “ ؛
فقد لا يشعر بأنه كبير ، بل قد تكون مشكلته الحالية هي أنه كبير ، فلو صغير مثل المولود لنال كل هذا الاهتمام والحب والعطف .

* امنحي طفلك بعض الفرص لكي يتصرف أصغر من سنه ، وامنحيه الشعور بأنه في كِلتا الحالتين ينال حبك .

* احمليه واحضنيه وغنِّي له ..

وقد تظنين أن هذه الأشياء غير مهمه بالنسبة له ، لكن تأكدي بأنها مهمه جدًّا بالنسبة لطفلك.

أشعريه بأن في إمكانه أن يأخذ الزجاجة لو أراد، ولكنه كبير إلي درجه يستطيع معها أن يتناول عصير البرتقال في كوب وسيكون مذاقه ألذ من اللبن الخاص بالرضاعة .

* اعملي على حصول طفلك الكبير علي ميزات عملية لكونه الطفل الكبير والأكبر ، مثل اعطائه مصروفًا يوميًّا ، أو اصطحاب والده له في نزهه بدون المولود الجديد .

* لا تجعلي طفلك يشعر بالذنب لشعوره بالغَيْرة من المولود الجديد .

* لا تطلبي من طفلك أن يحب المولود _ فهو لا يستطيع ، فإذا ما طلبت منه ذلك فسوف يشعر بالذنب ، وسوف يشعر بأنك ستكرهينه إذا ما وقفت على حقيقة شعوره تجاه أخيه ،

وعلى العكس أخبري طفلك بأن المولود قد يسبب بعض المضايقة له ولكن عندما يكبر قليلًا سوف يصير صديقًا له .

* لا تتركي طفلك يؤذي المولود ، وإذا حدث أن آذى طفلك المولود فسوف ينتابه شعور بالذنب بالرغم من اعتقادك بحسن نيته ومعاملته بلطف ، لهذا حاولي ألا تقع مثل هذه الأمور .

* افْهِمِي طفلك أن المولود الجديد يحبه ، واعملي على توضيح ذلك لديه ، فعندما يقترب من المولود فسوف يبتسم المولود له ، 

هنا يمكنك ان تقولي للطفل أن المولود يحبه ويبتسم له .

* وبالنسبة للأب فإن له دور مهم جدًّا من حيث العناية بكل من الطفل والمولود الجديد ، 

فأثناء انشغالك بالعناية بأحدهما يمكن أن يقوم الأب بالعناية بالطفل الآخر .