** سَبْقُ الكِتاب لا يدعو إلى ترك العمل ** لفضيلة الشيخ / ابن عثيمين .

في تاريخ :  14 فبراير 2016

 

** سَبْقُ الكِتاب لا يدعو إلى ترك العمل **

لفضيلة الشيخ / ابن عثيمين .

تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .

السؤال :

 

امرأة تسأل تقول : قرأت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ، ثم يكون علقه مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات ، بكتب رزقه وأجله وعمله ، وشقي أو سعيد ، فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بـعمل أهـل النار فيدخـلها ، وإن أحـدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) .

ومنذ قرأت هذا الحديث وأنا خائفة وقلقة ؛ لأن الله مادام أنه قد كتب عليَّ الشقاء من قبل ولادتي وحدد مصيري فلن يفيدني إذًا عملي الذي أعمله ، ولا عبادتي التي أُؤدِّيها . فأسألك بالله أن تجيب على سؤالي هذا فإني مضطربة .

الجواب :

الفائدة في الأمر أرشد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث حدَّث أصحابه رضي الله عنهم بأنه : ( ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة أو النار ، قالوا : يا رسول الله ، أفلا نَدَع العمل ونتَّكِل على الكتاب ؟ فقال : ” اعملوا فكل ميسر لما خلق لـه ) .

فأنتِ اعملي عمل الطاعة ، واسألي الله الثبات والإخلاص في العمل ، وأن يكون عملك صالحًا ،

ثم بعد أن تفعلي هذا أحسني الظن بالله سبحانه وتعالى ، وأنه سيقبل منك حتى تكوني من السعداء .

وهكذا يقال في جميع النصوص الواردة في القضاء والقدرة ، وأن الإنسان مأمور أن يقوم بما أمره الله به عز وجل ، ويستعين بالله سبحانه وتعالى ، فيكون جامعًا بين العبادة والتوكل على الله ،

وهذا ما أمر الله به في قوله تعالى : (( فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ )) .

وهو ما يقوله كل مسلم في صلاته : ” إياك نعبد وإياك نستعين ”

فاستعيني بالله ولا يخدعنَّكِ الشيطان ، لكونه يقول : لن يُقْبَل منك ، أو أنك شقية ، أو أنك من أهل النار ، وما أشبه ذلك ،

فكل هذا من وساوس الشيطان ، نعوذ بالله منه .

 

والله ولي التوفيق .

اترك تعليقاً