الأنـوار في سيرة النبي المختــار . ( جزء4 ) . سؤال وجــواب .

في تاريخ :  28 مارس 2016

الأنـوار في سيرة النبي المختــار . ( جزء4 ) .

سؤال وجــواب .

 

 

تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .

 

 

بقلم / سليمان بن محمد اللهيميد .
السعودية – رفحاء .

61- أين كان يجتمع النبي _ صلى الله عليه وسلم _ بأصحابه في بداية الدعوة ؟

في دار الأرقم بن أبي الأرقم .

62- لماذا اختار الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ دار الأرقم بن أبي الأرقم بالذات ؟

قال المباركفوري: “لأن الأرقم لم يكن معروفًا بإسلامه ، ولأنه من بني مخزوم التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم ، إذ يستبعد أن يختفي الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ في قلب العدو ، ولأنه كان فتى صغيرًا عندما أسلم في حدود _الست عـشـ16ـشرة سنة ، إذ أنه في هذه الحالة تنصرف الأذهان إلى منازل كبار الصحابة “.

63- متى كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة ؟

في السنة الخامســة من البعثة .

64-ما سبب هذه الهجرة ؟

الفرار بالدين من بلاد الفتنة إلى بلاد الأمان .

قالت أم سلمة :”لما ضاقت علينا مكة ، وأوذي أصحاب رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم ، وإن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ لا يستطيع دفع ذلك عنهم ،

وكان رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ في منعة من قومه وعمه ،قال لهم :إن بأرض الحبشة ملكًا عظيمًا لا يظلم أحد عنده ، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه . “

65-كم عدد أهل هذه الهجرة ؟

كانوا أحد عشر رجلًا وأربع نسوة .

66-اذكر بعض أهل هذه الهجرة ؟

منهم :عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ، وأبو سلمة وزوجته أم سلمة ، وعثمان بن مظعون ، ومصعب بن عمير .

 

 

67- كم مكثوا في الحبشة ؟

لم يمكثوا طويلًا .

أقاموا بالحبشة شهرين شعبان ورمضان من سنة خمس من البعثة ، وعادوا إلى مكة في شوال من نفس السنة .

68- ماذا نستفيد من إذن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ للصحابة بالهجــرة إلى الحبشة ؟

_مشروعية الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .

قال _ صلى الله عليه وسلم _ : (لا تنقـطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبـة حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه أبوداود .

والهجــرة على نوعين :

* تكون واجبة : إذا كان لا يستطيع إظهار دينه ولا يمكنه إقامة واجبات دينه .

قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا))

وهذا وعيد شديد يدل على الوجوب .

* تكون مستحبة : وهو من يقدر عليها لكنه متمكن من إظهار دينه .

69- ما سبب عودة المهاجرين من الحبشة ؟

قال ابن القيم: “فبلغهم أن قريشًا أسلمت ، وكان هذا الخبر كذبًا ، فرجعوا إلى مكة ، فلما بلغهم أن الأمر أشد مما كان ، رجع منهم من رجع ودخل جماعة فلقوا من قريش أذى شديدًا . )

70- ماذا حدث لما رأوا أن الخبر كذب وأن العذاب أشد من قبل ؟

أذن لهم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ بالهجرة للحبشة مرة ثانية .

71- كم عدد أهل الهجرة الثانية ؟

قال ابن القيم: “فهاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلًا ، ومن النساء ثمان عشرة . “،

وقيل: تسع عشرة امرأة .

72- ماذا فعلت قريش لكي تعيد المهاجرين ؟

بعثت بوفد للنجاشي لكي يردهم ويسلمهم .

73- ممن كان يتكون هذا الوفد ؟

هذا الوفد يتكون من : عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبي أمية .

74- ماذا فعلا قبل الدخول على النجاشي ؟

قدَّما الهدايـا لأعيان رجال النجاشي ، سياسة ليحصلا على دعم الأعيان عند مطالبته الملك برد المهاجرين .

 

 

75- ماذا قال وفد قريش للنجاشي ؟

قالا: أيها الملك ، إنه قد ضوى إلى بلدك غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ، وجاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم ،لتردهم إليهم .

وقالت البطارقة :صدقا أيها الملك ، فأسلمهم إليهما ، فليرداهم إلى قومهم وبلادهم .

76- ماذا فعل النجاشي عندما سمع ذلك ؟

أرسل إلى المسلمين ودعاهم فحضروا ، وقال لهم :” ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ، ولم تدخلوا به في ديني ولا دين أحد من هذه الملل ؟”

77- مَن الذي تكلم نيابة عن المسلمين ؟ وماذا قال للنجاشي ؟

جعفر بن أبي طالب .

قال للنجاشي :”أيها الملك ، كنا قومًا أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام … حتى بعث الله إلينا رسولًا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفاه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة …. واضح للنجاشي حقيقة هذا الدين الذي جاء به محمد _ صلى الله عليه وسلم _ وموقف قومهم منه . “

78- ماذا قال النجاشي لمَّا سمع كلام جعفر بن أبي طالب ؟

قال: “إن هذا والذي جاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا ، والله لا أسلمهم إليكما أبدًا .

79- ماذا فعلا سفيرا قريش بعد ذلك ؟

لما كان من الغد جاء عمرو إلى النجاشي وقال له :”إن هؤلاء يقولون في عيسى قولًا عظيمًا .”

80- ماذا فعل النجاشي حينما قال له عمرو هذا الكلام ؟

أرسل إليهم وسألهم عن قولهم في عيسى .

فقال جعفر :نقول فيه الذي جاء به نبينا ، هو عبد الله ورسوله وروحه ، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول .

فأخذ النجاشي عودًا من الأرض وقال لجعفر : “ما عدا عيسى ما قلت قدر هذا العود .”

فأعطى المسلمين الأمان في بلاده ورد هدية قريش .

81- ماذا نستفيد من هذه القصة ؟

_ إن هذه الحادثة مصداق لقوله تعالى: ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا))

_وفيها لطف الله عز وجل بأوليائه ودفاعه عنهم كما قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا))

_وفيها أيضًا مصداق لقول الله عز وجل: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ))

_وكذلك فيها عاقبة الصدق ، وكيف أن جعفر بن أبي طالب ومن معه صدقوا مع النجاشي ولم يكتموا شيئًا من عقيدتهم ، فكانت العاقبة أحسن العواقب وأحمدها .

82- هل آمن النجاشي بنبوة محمد _ صلى الله عليه وسلم _؟

نعم ، ويدل على ذلك صلاة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ عليه صلاة الغائب عندما مات في العام التاســع .

عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ :(أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _نعى النجاشي أصحمة في اليوم الذي مات فيه ، فخرج بهم إلى المصلى ، وصلى بهم وكبر أربع تكبيرات )متفق عليه .

وفي رواية: (مات اليوم عبد لله صالح )

وفي رواية: (استغفروا لأخيكم )

وقد جاء النص الصريح بتصديقه بنبوتــه _ صلى الله عليه وسلم _ :عن أبي موسى الأشعري قال: (أمرنا رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _أن ننطلق إلى أرض النجاشي … القصة . وفيها :”وقال النجاشي :أشهد أنه رسول الله ، وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم ، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه ) رواه أبو داود .

83- ما سبب إسلام حمزة ؟

لقد كان الاستهزاء بالنبي _ صلى الله عليه وسلم _سببًا لإسلام حمزة عم النبي _ صلى الله عليه وسلم _،

فقد روي في سبب إسلامه أن جارية (مولاة لعبد الله بن جدعان )أخبرته أن أبا جهل قد أساء إلى ابن أخيك محمد _ صلى الله عليه وسلم _، إساءات بذيئه ، فتوجه حمزة إليه وغاضبه وسبه ، وقال: كيف تسب محمدًا وأنا على دينه ، فشجه شجة منكرة .

فكان إسلامه في بداية الأمر أنفــة ثم شرح الله صدره بنور اليقين حتى صار من أفاضل المؤمنين . (كان ذلك في السنة السادســـة من البعثة . )

84- هل دعا النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ربه أن يسلم عمر ؟

نعم . فقد جاء في الحديث أنه _ صلى الله عليه وسلم _قال: (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك :بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب )رواه الترمذي .

85- هل كان إسلام عمر بن الخطاب عزًّا للمسلمين ؟

نعم . فقد قال ابن مسعود_ رضي الله عنه _ : (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ) رواه البخاري .

قال ابن حجر: (المراد إعزاز المسلمين بإسلام عمر لما كان فيه من الجلد والقوة في أمر الله . ) ،

وعنه _ رضي الله عنه _ قال: (كان إسلام عمر عزًّا ، وهجرته نصرًا ، وإمارته رحمة ) رواه الطبراني .

86- ماذا فعل عمر عندما أسلم ؟

عندما شرح الله صدره للإسلام قال : أيُّ قريش أنقل للحديث ؟ فقيل :جميل بن معمر ،فجاء عمر فأخبره بإسلامه فأسرع جميل إلى الكعبة وصرخ في القوم بأعلى صوته قائلًا : ألا إن عمر صبأ ، وعمر خلفه يقول : كذب ولكن قد أسلمت .

87- ماذا فعلت قريش عندما رأت كثرة الداخلين في الإسلام ؟

قرروا وتحالفوا على بني هاشم وبني عبد المطلب أن لا يناكحوهم ، ولايبايعوهم ، ولا يجالسوهم ، ولا يخالطوهم ، ولا يدخلوا بيوتهم ، ولا يكلموهم حتى يسلموا رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ،

وكتبوا في ذلك صحيفة وعلقت في جوف الكعبة .

فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم _ إلا أبا لهب _وحبسوا في شعب أبي طالب .

88- مَن الذي تولى كتابة الصحيفة ؟

قال ابن القيم : الصحيح أنه بغيض بن عامر بن هاشم ، فدعا عليه رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ فشلت يده )

89- كم كانت مدة الحصار ؟

قال ابن القيم: (بقوا محبوسين ومحصورين مُضَيَّقًا عليهم جدًّا ، مقطوعًاعنهم الميرة والمادة نحو ثلاث سنين . )

90- مَن الصحابي الذي ولد في الشعب ؟

عبد الله بن عباس .

91- مَن الذي سعى في نقض الصحيفة ؟

هشام بن عمرو بن عامر بن لؤي .

وكان قد اتفق مع : زهير بن أبي أمية ، والمطعم بن عدي ، وزمعة بن الأسود ، وأبو البختري .

92- ماذا نستفيد من هذا الفعل من قبل قريش ؟

_ بيان ما لقي رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ والمؤمنون من أذى واضطهاد من قبل كفار قريش .

_أن ما أصاب رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ من ابتلاءات عزاء لكل مؤمن فيما يصيبه في هذه الحياة من بلاء ومصائب .

_من أسباب صبرهم وثباتهم على هذه الابتلاءات هو الإيمان بالله الذي خالطت بشاشته قلوبهم ، فلا يبالون ما ينال أجسادهم من إيذاء ، ما دام أن هذا الإيذاء والتعذيب في ذات الله .

وقد سأل هرقل أبا سفيان عن أصحاب رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _فقال :هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه ؟ قال : لا ، فقال :كذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب .

_بيان أن أهل الكرم والمروءة لا يخلو منهم زمان ولا مكان والحمد لله .

93- متى مات أبو طالب ؟

مات سنة عشـــــر من البعثة ، بعد الخروج من الشعب بقليل .

94- هل مات على الكفر ؟

نعم ، على الرغم من حمايته للرسول _ صلى الله عليه وسلم _.

عن ابن المسيب عن أبيه :(أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ دخل على أبي طالب عندما حضرته الوفاة ، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية ، فقال له النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : يا عم : قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ،

فلم يزل رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ يعرضها عليه ويعيد تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب ،

وأبى أن يقول: لا إله إلا الله ، فقال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ، فأنزل الله :((مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ)) ..  ونزل : ((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ )) متفق عليه .

وعن العباس _ رضي الله عنه _ أنه قال: يا رسول الله ، هل نفعت أبا طالب بشيء فإنــه كان يحوطك ويغضب لك ؟

قال :نعم ، هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفــل من النار ) متفق عليه .

(ضحضاح ) الضحضاح من الماء ما يبلغ الكعبين ،

والمعنى أنه خفف عنه العذاب .

95- لماذا حزن النبي لما مات عمه أبو طالب ؟

لأنه كان يحوطه ويغضب له وينصره ،

وقد تقدم قريبًا قول ابن مسعود: (وأما رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ فمنعه الله بعمه . )

وأخباره في حياطته والذَّبِّ عنه معروفة مشهورة ،

ومما اشتهر من شعره في ذلك قوله :

والله لن يصلوا إليك بجمعهم   ***  حتى أوسَدَ في التراب دفينا

96- ما الحكمة من استمرار أبي طالب على دين قومه ؟

قال ابن كثير : “وكان استمراره على دين قومه من حكمة الله تعالى ، ومما صنعه لرسوله من الحماية ، إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ولا كلمة ، ولا كانوا يهابونه ويحترمونه ولاجترؤا عليه ولمدوا أيديهم وألسنتهم بالسوء إليه . )

97- متى ماتت خديجــــة _ رضي الله عنها _  ؟

في السنــة العاشرة من المبعث ، وقبل الهجرة بنحو ثلاث سنين .

98- ماذا فعلت قريش بعد موت عمه وزوجه ؟

اشتد غضبها وآذوه أذى شديدًا .

99- ماذا فعل الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ بعد ذلك ؟

خرج إلى الطائف .

100- مَن كان معه حين خروجه إلى الطائف ؟

مولاه زيد بن حارثة .

101- ماذا فعل به أهل الطائف ؟

لم يجيبوه وآذوه وأخرجوه .

قال ابن القيم: “فرجموه بالحجارة حتى أدموا كعبيه .”

102- كم أقام بالطائف ؟

قيل :شهر ، وقيل : عشرة أيام .

103- ماذا لقي الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ في طريقه ؟

قال ابن القيم : “وفي طريقه لقي عداسًا النصراني فآمن به وصدقه . )

104- كيف رجــــع رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ من الطائف ؟

رجع مهمومًا مغمومًا ، فأرسل الله إليه ملك الجبال ليكون رهن إشارته إذا أحب أن يطبق عليهم الأخشبين .

عن عائشة _ رضي الله عنها _ قالت: (سألت رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد ؟ قال :لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت _وأنا مهموم _على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا جبريل ، فناداني فقال :إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ثم قال :يا محمد !إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، فقال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ :بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم مَن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا ) متفق عليه .

(ملك الجبال )المراد الملَك الموكل بها

( الأخشبين )هما جبلا مكة أو قبيس والذي يقابله ، وسميَا بذلك لصلابتهما وغلظ حجارتهما .

105- اذكر بعض الفوائد والعبر مما حدث للنبي _ صلى الله عليه وسلم _ في رحلته للطائف ؟

_بيان ثبات الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ وعدم يأسه مهمـا عظم البلاء ،

يدل على ذلك خروجه إلى الطائف يطلب النصرة .

_بيان سوء معاملة أهل الطائف ، ومع هذا لم يدع عليهم _ صلى الله عليه وسلم _ ، بل دعا لهم: (اللهم اهد ثقيفًا وأت بهم )،

واستجاب الله له فيهم فأتوا بعد حصارهم وآمنوا وأسلموا .

_بيان شفقة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ على قومه ، ومزيد صبره وحلمه ، وهو موافق لقوله تعالى: (﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ)) ، وقوله ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))

اترك تعليقاً