الأقلية المسلمة في جزر كناري .
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .
مجموعة دول غرب أفريقيا: (سيراليون – ليبيريا – ساحل العاج – بوركينا فاسو –
غانا – توغو – بنين – الرأس الأخضر – كناري – ماديرا) .
عرفت ( جزر الكناري ) عند العرب باسم جزر الأرخبيل، أو جزر الخالدات.
سكنها العرب والبربر قبل احتلال الأسبان لها، ولذلك تضم كثيرًا من الآثار الإسلامية،
واتخذها كولمبس محطة له في رحلته سنة 1492م.
وتتكون هذه المجموعة من 7 جزر، أهمها: جزيرة سانتاكروز، وفيها العاصمة تنيريف، ومنها جزيرة بالماس دي كناري، وجزيرة جراند، ولا بلما، وجوديما، وهيرو، ولانزروت.
توجد هذه الجزر في شمال غربي أفريقيا، وبالقرب من سواحل المملكة المغربية، وتتبع أسبانيا، كما تقع بين خطي الطول 12 ْ – 17 ْ غرب جرينتش، وقرب دائرة عرض 28 ْ شمالًا،
والجزر معتدلة المناخ، ولذلك تحولت إلى منطقة سياحية،
وأهم منتجاتها الفاكهة، مثل: الحمضيات، والعنب، والتين، وتنتج الزيتون، والخضر، والقمح.
ويعتمد اقتصاد جزر الكناري على الزراعة والصيد والسياحة، فهي تشكل موردًا مهمًا؛ إذ تعتبر جزر الكناري من الأماكن السياحية المميزة صيفًا وشتاءً، وكذلك مكانًا مثاليًا لمراقبة الفلك، حيث أقيم فيها مركز مراقبة على ارتفاع 2.432 مترًا في جزيرة لابالما، يحتوي على أهم المراصد في العالم، وكذلك التصدير لبعض المنتجات الزراعية المتوفرة بكثرة.
وصول الإسلام إلى جزر كناري:
من المعلوم أن الإسلام وصل ساحل المحيط الأطلسي في شمال أفريقيا عام 680م،
وذكر بعض المؤرخين أن البحَّار العربي الأندلسي القبطان ابن فاروق قد زار جزر الكناري سنة 999م،
وقد روى الرحالة الإدريسي أحد كبار الجغرافيين في التاريخ، أنه التقى ببعض التجار في جزر الكناري، وتحدث مع الرئيس المحلي في ذلك الوقت بواسطة مترجم عربي في نهاية القرن العاشر،
وذكر أيضًا الفتية الذين غامروا انطلاقًا من “مرسى آسفي” في ثبج المحيط، ووصلوا إلى بعض الجزر النائية،
وفي كتب التاريخ لابن خلدون ما يؤكد على قدرة العرب على الوصول إلى الأرخبيل، وبالتالي دخل الإسلام إلى جزر الكناري، حيث ذكر أنهم كان لديهم أسطول بحري كانت مملوكة لبني ميمون رؤساء قادس، ومن أيديهم أخذها عبد المؤمن، وانتهى عدد أساطيلهم إلى المائة، ثم أصبح أحمد الصقلي قائد الأسطول.
كما ذكر أحد المؤرخين ويدعى لويكي (Lewicki) الذي جمع شهادة شخصية لأبي يحي محمد بن علي أنه ذهب من مصر إلى بلد جنوب الأطلسي، تسمى جوزولا (Guzula) ثم منها إلى دوككالة (في المغرب)، ومنها ذهب إلى جزر في الأطلسي (قال المؤرخ: أنها جزر الكناري ) ، حيث قابل أناس لا يعرفون شيئًا عن الإسلام، فعلم الرجال والنساء تعاليم الإسلام وشريعته وعظمة الله، ثم ذهب إلى أرض ذوات البشرة السمراء (إفريقيا).
وتعود بداية سقوط الجزر تحت الاحتلال الأوربي النصراني إلى تضعضع إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر الميلادي، حين بدأ الخلاف يدب بين أمراء المسلمين، فانتهز زعماء قشتالة – إسبانيا حاليًا – والبرتغال الفرصة للقضاء على الوجود الإسلامي في هذه البقاع الإسلامية، فيما سمي بحروب الاسترداد، وكانت غرناطة آخر هذه القلاع التي سقطت عام 1492م،
والمعروف تاريخيًّا أنه بعد سقوط الأندلس، أطلق بابا الفاتيكان يد إسبانيا في الساحل المتوسطي للمغرب، والبرتغال في الساحل الأطلسي، في إطار خطة عامة للإسبان والبرتغاليين لمحاصرة أقاليم الغرب الإسلامي واحتلال أراضيه، ومن ثم تحويلها إلى النصرانية.
هذا ويقدر سكان جزر كناري بحوالي (1.139.000 نسمة) كما يقدر عدد المسلمين بحوالي (79.730) مسلمًا،
ولا تزال المعلومات عن المسلمين ومعاناتهم بهذه الجزر قليلة.
Related