أهمية العقيدة الإسلامية وآثارها
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا
نقلًا عن / محمود داود دسوقي خطابي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد :
فإنه مما لا شك فيه أن العقيدة ذاتُ شأنٍ عند كل ذي بال؛ إذِ الصحة أو الفساد في سلوك أو عبادة الجنس البشري مَنُوطة بصحة العقيدة وتابعة لها ،
لذا فإن اهتمام العلماء والمُرَبِّين بالعقيدة والتركيزَ عليها لم يأتِ من فراغ ، بل لعواملَ كثيرة لها أكبرُ الأثر في بناء الحضارات الإنسانية ، حيث كانت العقيدة سببًا رئيسًا فيها ،
فالفرد إن اعتقد شيئًا بعَينه فإنه سيَعمل ويَبذل كل ما في وُسعه لإيجاده وتحقيقه ، ويقدم مُهجته رخيصة في سبيل إعلائه ونُصرته وغلَبَته .
ولكي تكون هذه العقيدة فاعلة ومؤثرة في الأفراد والجماعات ثم في بناء الحضارات ، لا بد أن تتعامل مع الإنسان بشخصيته الإنسانية من جميع جوانبها وأبعادها المختلفة ، فتجعل منها شخصية سويَّة ،
وهذه الشخصية السوية لا تتكون إلا من خلال العقيدة الدينيَّة ، سواء نظرنا في ذلك إلى معاني الحياة التي تقدِّمها هذه العقيدة أم إلى تحقيق طموح العقل والاستجابة لأشواق الروح التي توجد في رحاب الإيمان .
وللعقيدة أثرها في تحرير الإنسان من كل عوامل الخوف ، وأثرها أيضًا في بناء الضمير أو الوازع الأخلاقي ، مما يعدُّ في حقيقته استكمالًا لتلك الجوانب ، أو إسهامًا مباشرًا في تحقيق الشخصية الإنسانية السويَّة ،
ويتم ذلك من خلال التعرف على آثارها ، التي تتَّضح مما يلي :
أ – أثر العقيدة في الجانب العقلي :
العقيدة أعلى أنواع غذاء العقل ، وهو الغذاء النظري ، وتشبع فيه التطلع الدائم إلى المبدأ والمصير ، أو إلى العلة الأولى والغاية الأخيرة ، والتي تقدم الإجابة الشافية التي تتلخَّص في إرشاده إلى الخالق ، في حين عجز كلٌّ من العلم الفلسفي أو العلم التجريبي عن إرشاده إليه سبحانه .
أما الفلسفة ، فكانت إجاباتها النابعة من العقل الإنساني وحدَه ناقصةً أو مبتورة أو مشوهة ؛ حيث يَعتريها متغيرات على الفرد نفسِه ، أو حتى على المجتمع ككل ، ولهذا لم تستقرَّ على حال ، ولا يَزال التعديل والتبديل الذي يَلحَق بها كلَّ يوم ، حيث يُملي الفلاسفة المختلفون المتباينون عبرَ العصور آراءهم ، كلٌّ منهم يُدلي بدلوه حسَب عقله وفهمه ، وبيئته ومجتمعه ، ونظرته للحياة والكون ، حيث لا يعد فيلسوفًا إلا إذا أضاف جديدًا .
أما العقيدة الإسلامية التي تَتابَع عليها الأنبياء ، فهي واحدة من لَدُن آدم إلى محمد عليهما الصلاة والسلام .
أما العلم التجريبي ، فعَجْزه أظهَرُ من عجز الفلسفة ؛ لأن موضوعه لا يتناول طرَفَي الوجود : المبدأ والغاية ،
وهو لا يُشبع العقل ولا يغذِّيه بأجوبة شافية ؛ وذلك لأمرين :
الأول : العلم يحدثنا عن الشيء كيف يعمل ؟ ولكن لا يحدثنا عنه لِمَ وُجِد ؟ ولِمَ كان يعمل على هذا الوجه ؟
الثاني : العلم يعجز عن رسم طريق الحياة المُثلى للإنسان ، وبيانِ ما يجب لـه أو عليه ، إذ يقدم له الوسائل التي تخدمه ، لكن لا يقدم له الغايات والقيم ؛ فالعلم يتعامل مع الأشياء ، لا مع المُثُل والأفكار والقيم ” .
ب – أثر العقيدة في الجانب الروحي :
اهتم الإسلام بالروح اهتمامًا بالغًا ؛ وذلك لأنها في نظره مركز الكيان البشري ، ونقطة ارتكازه ، وهي وحْدَها التي تملك الاتصال بما لا يدركه الحس ولا يدركه العقل ، وهي وحْدَها التي تملك الاتصال بالخلود الأبدي والوجود الأزلي ؛ فهي تملك الاتصال بالله ،
كما أنها هي التي تملك الاتصال بالوجود كلِّه من وراء حواجز الزمان والمكان .
فالروح غيب ، ومع ذلك اهتم الإسلام بتربيتها ؛ لأن المشرِّع أعلمُ بكُنْهِها ( أي بكلِّ شيءٍ قَدْرُه ونِهايتُه وغايَتُه ) ؛
ذلك أن هذا الجانب أو البعد أساسُ وجود الإنسان ؛ لأن الروح أساس وجود الإنسان ، وأساس حياته ، فإذا علمنا أن الروح غيب لا سبيل إلى الاطلاع عليه أو معرفةِ كُنْهِه في عالَم الشهادة ، ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85] – أدركنا أو جاز لنا أن نقول : إن الوجود الحقيقي للإنسان غيبي وليس ماديًّا ؛
فأنا أتحرك وأتنفس وأدرج في عالم الشهادة ؛ لأنَّ جزءًا من عالم الغيب يَعيش في داخلي ، أو بعبارةٍ أدقَّ : أنا أعيش به .
فالإيمان بالغيب – بالله واليوم الآخر – يجعل الإنسان منسجمًا مع نفسه وخلقه .
فحين يؤمن الإنسان بربه خالقه تسير الروح في طريق الفطرة ، وعندئذٍ يَلتقي الجزء بالكل ؛ حيث الإيمانُ بالله تعالى واليوم الآخر هو أساس الغيب ، مع وجوده سبحانه حقيقة ، وقد أعطانا جزءًا من غيبه حيًّا في أنفسنا ، وليس بعيدًا عنا ؛ إشارة منه جل وعلا إلى أنَّ جزءًا من الغيب مع حي سيَموت حتمًا ، ثم تعود الروح إلى بارئها فيصبح مَنْ فَقَدَها ميتًا .
لذلك فإنَّ البحث في الروح بُعْدٌ عن النُّجْعَة وخَرْصٌ وشَطَطٌ ،
والروح لها تعلُّق بما وراء الحِس والظاهر ؛ لذلك فالعقل يَعلم بأن للعقل البشري والروح مدًى في رؤية ما وراء الطبيعة ؛ كرؤية العينين بمدًى محدَّد لا يتجاوز إلا بمساعد من مكبِّر أو غيره من الأجهزة ،
والعقل والروح لهما مساعد لفَهم ما وراء الطبيعة والبحث فيما هو بعيدٌ عن الحِس والظاهر ،
وهذا المساعد هو الوحي : كتابًا وسنَّة ، لقراءة آيات الكون هذا .
والإسلام وهو يربِّي الروح يَعْمِدُ إلى هذه الآيات فَيَبُثُّ فيها الحياة ؛ فالقرآن حافلٌ بهذه الدعوة للإنسان أن يَفتح بصيرته على آيات الله في الكون ، ويستشعر من ورائها يَدَ القدرة القادرة الخلاَّقة المبدعة ،
فحياة الإنسان بدون عقيدة تابعةٍ للوحي تَهديه السبيل لضبط مسار الروح والعقل – حياةٌ في مجهول وتِيه وراء غيبيات لا طائل وراءها ؛ لأن العقل والروح بابتعادهما عن الوحي يَسلكانِ طريقًا مخالفًا للفطرة ، ومن ثَمَّ تستحيل الهداية .
ج – أثر العقيدة في الجانب الجسمي :
الجسم في دين فطرة الإسلام لـه رعاية خاصة ، وله تربية حَتْمية ، ولو قصَّر الإنسان فيها يؤاخَذ على تقصيره ذلك ،
وحين نتحدث عن الجسم في مجال التربية ، فليس المقصود هو عضلاته وحواسَّه ووشائجه فحسب ، وإنما نقصد كذلك الطاقة الحيوية المنبثقة من الجسم ، والمتمثلة في مشاعر النفس ؛ طاقة الدوافع الفطرية ، والنزوعات والانفعالات ، طاقة الحياة الحسية على أوسع نطاق .
فالإنسان لأنه كائن فيه فطرة وغريزة ، فإنه دائم الحاجة إلى إشباع فطرته وغريزته بما يتوافق مع طبعه وميوله ،
لذلك فالإسلام كدين الفطرة لم تأتِ أحكامه معارضةً لتلك الفطرة ، أو فيها كبتٌ أو قهر للغريزة ، بل هذَّبَت تلك الفطرة وكذلك الغريزة بما يتواءم مع العيش حياةً طبيعية تابعة لهدى الوحي ، فأعطى هذا الدينُ الجسمَ حقَّه كاملاً من المتعة والرغبة ، وحرَّم الرهبنة وتعذيب الجسد ،
وكذلك حدد العلاقة بين الجنسين : الذكر والأنثى ، بما يوافق العقل والفطرة .
وهكذا حَرَص الإسلام على الاهتمام بقوة أبدان أفراده ، وشجَّعهم على القوة والصحة ودوام الطهارة ؛ لتكتمل حياته البشرية السويَّة ،
وفي الوحيين: الكتاب والسنة إرشاداتٌ إلى القوة والاهتمام بها ، وإيحاءات لقوة الأنبياء عليهم السلام في القوة والسَّبق ، فراعى كل الجوانب وهذَّبها ، وقوَّى الدوافع الإنسانية ليتكيف مع فطرته الإنسانية .
د – أثر العقيدة في تحرير الإنسان :
الحرية في شريعتنا الغراء هي خَلاص للإنسان من العبودية القائمة على غير مستحقٍّ لها ؛ سواء كان هذا المعبود إنسانًا أو حيوانًا ، أو حجرًا أو جَمادًا ، أو حتى ملَكًا أو رسولًا ،
فحين نتكلم عن أثر العقيدة في تحرير الإنسان إنما نَقصد بهذا التحرير – من باب المَجاز ، وإلا فالحرية عكس العبودية – تَخليصه من تلك العبودية الزائفة لشيءٍ يَخشاه أو يخاف فَواته ، أو يتطلع إلى التحصل عليه وما ينبثق عن ذلك من قياس خاطئ للقدر والكسب ، بحيث تختل الموازين ، فيُحَسِّن القبيحَ ويُقَبِّحُ الحسنَ ، فيجعل قَتْل الغِيلة شجاعةً ، والسرقة مهارةً ، وشرب الخمر قوةً ،
وهكذا يلهث وراء سراب لا يفيده حصوله -إن حصَّله – بل يَضرُّه .
والناس حينما تخيِّم عليهم عبوديةٌ ما يسعَون لها ؛ فمِنهم مَن يؤثِر المنصب على غيره ، ومنهم من لا هَمَّ لـه إلا شهواته وغرائزه ، ومنهم من يخشى فقرًا أو زوال جاهٍ لا يملكه هو ولا مَنْ سبَقه ،
أهواء شتَّى ومخاوفُ متعددة ومتباينة ، يَسير طالبها نحوها مضحِّيًا بأي شيء سواها ،
وهذا في الحقيقة خطأ ؛ فالإنسان كفَردٍ سويٍّ لا تَطغَى عليه غرائزه فتُدنِيَه إلى المرتبة الحيوانية ، ولا يمحقها فيكون كالجماد ،
بل الوسطية هي الفطرة ؛ حيث التوسُّطُ في استعمال واستغلال كل ما في الوجود بما يوافق العقل السليم والروح ، وبما يحفظ جسده ؛ فيكون بذلك متحررًا من عبودية أيِّ شيء من الأشياء الباطلة ، ويظل عبدًا خالصًا لخالقه .
هـ – أثر العقيدة في إيقاظ الوازع وإحياء الضمير :
كلٌّ من الوازع والضمير يستخدمه الناس عند فعل شيء أو تركه ، وكلٌّ يعلِّل فعله أو تركه به ،
ولكن هذا الوازع الذي يجعل صاحبه يُحجِم عن اقتراف شيء ، وهكذا الضمير الذي يَدفع أو يمنع صاحبه عن الإقدام – إنما هو كغيره من أعضاء جسم الإنسان ؛
فلو نشأ إنسانٌ في بيئة ذات مفاهيمَ ومُثُل معيَّنة ، وتربى هذا الفردُ على بعض السلوكيات – كما يرَون هم ، وليس في حقيقة الأمر – فعلاً أو تركًا ، ثم سافر إلى بعض المجتمعات الأخرى – أو أتى إليه آتٍ – فإنه يُحدث قطعًا تباينًا في مدى نظرة الأشخاص عن بعضها البعض ؛
فمَن تعود في بيئة مُعَيَّنة على أمر ، فإنه يألفه ولا يرى ضررًا في فعله ؛ لأن مجتمعه كله يراه أمرًا عاديًّا، أما من جاء من مجتمع آخرَ فإنه سيختلف طبعُه مع ذلك الفعل ، وينبثق منه تصور يخالف نظرة الآخر .
وقد أشار القرآن الكريم إلى أن هناك من أقوام الأنبياء عليهم السلام مَن ألِفُوا معصية مُعَيَّنة ، المجتمع كله لا يرى عيبًا أو نقصًا في فعلها ، بَدءًا بأعظم الذنوب : الشرك ، وانتهاءً بانعدام الحياء ، وما بينَهما من ارتكاب الفواحش ، وقطع السبيل ، والتطفيف في الميزان ، وأكل أموال اليتامى ، وغير ذلك .
لهذا يتساءل الإنسان المرتبط بوحي السماء:
ما دام لكل إنسان ضميرٌ ووازع ، فأين ضمائر هؤلاء ؟ وما الذي يحركهم إذًا ؟
فيتساءل العاقل: الله تعالى وحده الذي يعلم من الذي يؤزُّهم أزًّا !
هذا مع وجود معبودات باطلة ، لكن لم تكن تصدُّهم عن غيِّهم ،
ومع وجود معتقدات باطلة فإن فعل الإنسان سيبرر ويؤول ، لكن لو كان هذا الضمير مُطعمًا بوحي السماء فسيكون واحدًا ، سواء في أعلى مقامات العبودية وهو التوحيد ، وكذلك في الأخلاق والسلوك ،
وهذا بَيِّنٌ في الكتاب والسنة في مواضعَ عديدةٍ :
منها على سبيل المثال من الكتاب ما يتعلق بالتوحيد قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19] ، وقوله: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]،
ذكَر هذا ربُّنا بعد ذِكره لملة الأنبياء السابقين ، فهاتان الآيتان تدلان على أن الإسلام ملَّة كلِّ الأنبياء ؛ فعندئذٍ يكون الوازع متحركًا يقظًا، ويكون الضمير حيًّا، فيَنفر صاحب هذا الوازع أو الضمير اليَقِظِ من أي خَدشٍ في عبودية الله عز وجل .
ومن السنة : قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنما بُعثتُ لأتمِّم صالح [وفي رواية: مكارم] الأخلاق)) ،
صحيح: أخرجه الإمام أحمد ، والبخاري في الأدب المفرد ، والبيهقي ، وابن سعد في الطبقات ، والحاكم وصححه ووافقه عليه الذهبي ، وصححه الألباني .
ففي هذا الحديث يَظهر أن كل الأنبياء السابقين دَعَوا أقوامهم لحُسن الخلق ،
فلو تكلمنا مع صاحب ضمير مُطعم بالوحي لاستَجاب ، لكن الضمير أو الوازع مع تغايُر الزمان يكون دالًّا صاحبَه إلى الأمثل ؛ لأن الضمير هنا يوافق الفطرة ، وتتساوى صحته في كل مكان ، ويتقبله كل ذي عقل سليم من الشهوات أو الشبهات ،
بحيث لا يتغير مفهومُ توقير الكبير من مكانٍ لآخر ، أو احترام الوالدين أو طاعة أولي الأمر ؛ لأن الفطرة توجب فعل ذلك لسير العملية الحياتية ،
لذلك فإن وجود عقيدة إيمانية منبثقةٍ من وحي السماء يَنتُج عنها مانعٌ للإنسان عن الشر بجميع أنواعه ، بدءًا من الإشراك بالله ، وانتهاءً بفعل ما هو خلاف الأَولى .
هذا ، وإن الضمير لو تُرك بدون ضابطٍ شرعي فربما عبثَت به الأهواء والمخاوف ؛ فيتغير فكر صاحبه وتصوره ونظرته للحياة ، ظالمًا أو مظلومًا ،
وسوف يبرر ويقول : عملتُ ما أملاه عليَّ ضميري ، أو محاكاةً لآخرين ،
وهذا يؤكد أن وازع الضمير ربما يكون في مجتمع معين عيبًا وشَيْنًا ، وفي مجتمع آخر أمرًا طيبًا وكريمًا !
وهذا يحتِّم الانتباه إلى أن الوازع أو الضمير الخاليَ من نور الوحي إنما يتشكَّل ويتكون من بيئةِ وثقافة أصحابه ، فيتغير إلى حد كبير بهما ، ويتأثر بمدلولات مفاهيم معينة من خلال سلوك أفراد مجتمَعِه ،
وهذا في الواقع والحياة ملموس ، لذلك فإن “وازع الضمير الذي يتحدث عنه علماء الأخلاق لا يُغني عن العقيدة والدين ، بل إن هذا الوازع لا وجود لـه ، أو لا يتَّسع نطاق وجوده حقيقة إلا عند أصحاب الدين ، وفي قاموس حياة المؤمنين ، حتى إنه ليَجِب علينا أن نسمِّيَه بالوازع الإيماني أو الديني ؛
إذ إنه نابع من عقيدة إيمانية دينية ، وليس بنابعٍ من نفس ، أو ممن حول الإنسان بعينه ؛
ولذلك كانت النفس المرتبطة بوحي السماء أجدرَ من غيرها من المخلوقات بأن تكون راعية وداعية لوازع الضمير في النفس الإنسانية .
وهذا يؤكد أهمية العقيدة ، وما لها من تأثيرات إيجابية على الفرد والمجتمع .
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، كلما ذكره الذاكرون ، أو غفل عن ذكره الغافلون .
Related