* أحكام لباس المرأة عند محارمها ونسائها * بيان صادر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

في تاريخ :  09 مارس 2015

 

 
 
 
* أحكام لباس المرأة عند محارمها ونسائها *
 
بيان صادر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
 
 
 
تصحيح لغوي ، وتنسيق مقال أ/ إبراهيم باشا .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
 
فقد كانت نساء المؤمنين في صدر الإسلام قد بلغن الغاية في الطهر والعفة ، والحياء والحشمة ببركة الإيمان بالله ورسوله ، واتباع القرآن والسنة ،
 
وكانت النساء في ذلك العهد يلبسن الثياب الساترة ، ولا يعرف عنهن التكشف والتبذل عند اجتماعهن ببعضهن أو بمحارمهن ،
 
 
وعلى هذه السُّنَّة القويمة جرى عمل نساء الأمة – ولله الحمد – قرنًا بعد قرن إلى عهد قريب ، 
 
فدخل في كثير من النساء ما دخل من فساد في اللباس والأخلاق لأسباب عديدة ليس هذا موضع بسطها .
 
 
ونظرًا لكثرة الاستفتاءات الواردة إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حدود نظر المرأة إلى المرأة وما يلزمها من اللباس
 
 
فإن اللجنة تبين لعموم نساء المسلمين : أنه يجب على المرأة أن تتخلق بخلق الحياء الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان وشعبة من شعبه ،
 
ومن الحياء المأمور به شرعًا وعرفًا تستر المرأة واحتشامها وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتنة ومواضع الريبة .
 
 
وقد دل ظاهر القرآن على أن المرأة لا تبدي للمرأة إلا ما تبديه لمحارمها مما جرت العادة بكشفه في البيت وحال المهنة ، كما قال تعالى : { وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ } . الآية .
 
 
وإذا كان هذا هو نص القرآن وهو ما دلت عليه السنة ، فإنه هو الذي جرى عليه عمل نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ونساء الصحابة ومن اتبعهن بإحسان من نساء الأمة إلى عصرنا هذا .
 
 
وما جرت العادة بكشفه للمذكورين في الآية الكريمة هو :
ما يظهر من المرأة غالبًا في البيت وحال المهنة ويشق عليها التحرز منه كانكشاف الرأس واليدين والعنق والقدمين ، 
 
 
وأما التوسع في التكشف فعلاوة على أنه لم يدل على جوازه دليل من كتاب أو سنة ، هو أيضًا طريق لفتنة المرأة والافتتان بها من بنات جنسها وهذا موجود بينهن ،
وفيه أيضًا قدوة سيئة لغيرهن من النساء ،
 
كما أن في ذلك تشبهًا بالكافرات والبغايا الماجنات في لباسهن ،
 
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) .
أخرجه الإمام أحمد وأبوداود .
 
 
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين معصفرين ، فقال : ( إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) .
 
 
وفي صحيح مسلم أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) .
 
ومعنى ( كاسيات عاريات ) : هو أن تكتسي المرأة ما لا يسترها ، فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية ،
 
مثل : من تلبس الثوب الرقيق الذي يشف بشرتها ، أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع جسمها ، أو الثوب القصير الذي لا يستر بعض أعضائها .
 
 
فالمتعين على نساء المسلمين التزام الهَدْي الذي كان عليه أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهن ومن اتبعهن بإحسان من نساء هذه الأمة ، والحرص على التستر والاحتشام 
 
فذلك أبعد عن أسباب الفتنة ، وصيانة للنفس عما تثيره دواعي الهوى الموقِع في الفواحش .
 
 
كما يجب على نساء المسلمين الحذر من الوقوع فيما حرمه الله ورسوله من الألبسة التي فيها تشبُّه بالكافرات والعاهرات ؛ طاعة لله ورسوله ورجاءً لثواب الله وخوفًا من عقابه .
 
 
كما يجب على كل مسلم أن يتقي الله فيمن تحت ولايته من النساء فلا يتركهن يلبسن ما حرمه الله ورسوله من الألبسة الخالعة والكاشفة والفاتنة ،
 
وليعلم أنه راع ومسئول عن رعيته يوم القيامة .
 
 
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يهدينا جميعًا سواء السبيل إنه سميع قريب مجيب 
 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 
 
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :
 
الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ .
عضو / صالح بن فوزان الفوزان .
عضو / عبد الله بن عبد الرحمن الغديان .
عضو / بكر بن عبد الله أبو زيد .
 
 
 
 
 
 

اترك تعليقاً